دراسة حديثة: قطرات العين قد تغني عن نظارات القراءة للمصابين بضعف بالنظر
كشفت دراسة طبية حديثة عن إمكانية استخدام قطرات عين خاصة كبديل للنظارات الطبية أو التدخلات الجراحية لعلاج مشكلة قصر النظر المرتبط بالعمر البرسبيوبيا، وهي الحالة التي تصيب غالبية الأشخاص بعد سن الأربعين وتجعل من الصعب رؤية الأشياء القريبة بوضوح.
دراسة حديثة: قطرات العين قد تغني عن نظارات القراءة للمصابين بضعف بالنظر
الدراسة، التي عُرضت في 14 سبتمبر خلال المؤتمر الـ43 للجمعية الأوروبية لجراحة الساد وتصحيح الإبصار في الدنمارك، تابعت 766 مريضًا في متوسط أعمارهم منتصف الخمسينيات، حيث عانوا جميعًا من أعراض فقدان القدرة على القراءة القريبة.
وبدلًا من النظارات، وُصفت للمشاركين قطرات تحتوي على مادة بيلوكاربين، المعروفة بقدرتها على تحسين تركيز العين، إلى جانب ديكلوفيناك، وهو مضاد التهاب خفيف يقلل من الانزعاج المحتمل.
وأظهرت النتائج أن المرضى تمكنوا، خلال ساعة واحدة من استخدام الجرعة الأولى، من قراءة سطور إضافية على لوحة اختبار النظر القريب. وبيّنت الدراسة أن تركيز الجرعات المنخفضة حسّن الرؤية بمعدل سطرين إضافيين، بينما سمحت التركيزات الأقوى بقراءة ثلاثة أسطر أو أكثر.
وبعد عام كامل من الاستخدام اليومي للقطرات، حافظ أكثر من 80% من المرضى على تحسن ملحوظ في الرؤية القريبة دون الحاجة إلى نظارات، فيما استمرت الفوائد لدى بعضهم لأكثر من عام.
والآثار الجانبية وُصفت بأنها طفيفة ومؤقتة، مثل تعتيم بسيط في الرؤية أو تهيج خفيف أو صداع، ولم يضطر أي مشارك إلى التوقف عن العلاج بسببها.
والدكتورة جيوفانا بينوتسي، مديرة مركز أبحاث البرسبيوبيا في بوينس آيرس بالأرجنتين، أوضحت أن هذه القطرات لا تهدف إلى استبدال الحلول الجراحية الدائمة، لكنها تقدم خيارًا غير جراحي وأكثر مرونة للمرضى. وقالت: هذا العلاج يمنح المرضى حرية أكبر وقد يغني الكثيرين عن الاعتماد المستمر على نظارات القراءة.
ورغم النتائج المبشرة، حذر الخبراء من ضرورة إجراء دراسات أوسع ومتعددة المراكز للتأكد من سلامة وفعالية الاستخدام طويل المدى، خاصة أن بيلوكاربين وديكلوفيناك قد يسببا مشكلات محتملة في الرؤية الليلية أو سطح العين عند الاستخدام المستمر.
وأكد الباحثون أن النتائج الحالية خطوة واعدة في طريق تطوير علاجات مبتكرة لمشكلة تؤثر على مئات الملايين حول العالم.


