بديلًا آمنًا للجراحة المفتوحة.. استشاري قلب: مصر تجري ألف عملية تافي سنويًا لعلاج ضيق الصمام الأورطي
قال الدكتور محمد صبري الحديني، استشاري القلب والقسطرة بمعهد القلب القومي وخبير زراعة الصمامات، إن تقنية "التافي" (TAVI) تمثل إنجازًا طبيًا كبيرًا في علاج ضيق الصمام الأورطي، بعدما كان العلاج مقتصرًا على الجراحة المفتوحة فقط.
مصر تجري ألف عملية تافي سنويًا لعلاج ضيق الصمام الأورطي
وأوضح صبري، خلال لقائه ببرنامج ملفات طبية على قناة الشمس، أن هذه التقنية جاءت لتلبية احتياجات المرضى كبار السن أو الذين يعانون من أمراض مزمنة تجعل الجراحة عالية الخطورة، مشيرًا إلى أن معدلات إجراء عمليات استبدال الصمام الأورطي بالقسطرة في مصر تشهد تزايدًا لتصل إلى نحو ألف حالة سنويًا، في حين أن المعدلات العالمية أعلى من ذلك بكثير.
وأشار إلى أن العملية تتم عبر شريان الفخذ، حيث يُجرى توسيع الصمام باستخدام بالون خاص، ثم زرع الصمام الجديد دون الحاجة لفتح الصدر أو الإقامة الطويلة في المستشفى، وهو ما يمنح المرضى فرصة للتعافي السريع مع نسب نجاح مرتفعة ومخاطر أقل مقارنة بالجراحة التقليدية.
وأكد خبير القلب أن صمامات القلب تمثل "بوابات الحياة" التي تنظم حركة الدم داخل القلب وخارجه، موضحًا أن القلب يحتوي على أربع صمامات رئيسية، أبرزها الصمام الميترالي الذي ينقل الدم من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر، والصمام الأورطي الذي يسمح بمرور الدم من البطين الأيسر إلى أنحاء الجسم، لافتًا إلى أن أي خلل فيها سواء بالارتجاع أو التضيق يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تستدعي التدخل العلاجي.
وأضاف أن التطورات الحديثة مثل التوسيع بالبالون وزراعة الصمامات عبر القسطرة، أحدثت ثورة في مجال أمراض القلب، إذ بات بالإمكان معالجة ضيق أو ارتجاع الصمامات دون اللجوء للجراحة المفتوحة، ما يتيح إقامة قصيرة في المستشفى لا تتجاوز 48 ساعة، مع تجنب المضاعفات الجراحية، مؤكداً أن هذه التقنيات ساهمت في تحسين جودة حياة المرضى، ووفرت بدائل آمنة لأصحاب الحالات الحرجة، مشددًا على أن المستقبل يتجه نحو المزيد من الحلول التداخلية الدقيقة التي تحقق أفضل النتائج بأقل تدخل جراحي.
