اكتشاف تمثال أثري فريد في سقارة يكشف أسرار العائلة المصرية القديمة | تفاصيل
كشف عالما الآثار الدكتور زاهي حواس والدكتورة سارة عبدو، في دراسة حديثة نشرت بمجلة The Journal of Egyptian Archaeology، عن تفاصيل تمثال فريد يصور أحد النبلاء المصريين مع زوجته وابنته، يعود تاريخه إلى عصر الأسرة الخامسة (2465 – 2323 قبل الميلاد).
اكتشاف تمثال أثري فريد في سقارة يكشف أسرار العائلة المصرية القديمة
وحسب ما نشره موقع Live Science عبر منصته الرسمية، التمثال الذي يبلغ ارتفاعه 103 سنتيمترات وصُنع من الحجر الجيري، عُثر عليه عام 2021 في منطقة جسر المدير بسقارة، وكان مدفونًا تحت الرمال إلى جوار باب وهمي يحمل اسم ميسي، يُعتقد أنه اسم صاحب التمثال. ويتميز النبيل في التمثال بوقفة شامخة مع القدم اليسرى المتقدمة، وهي سمة فنية ترمز إلى الشباب والحيوية في الدولة القديمة، إضافة إلى دقة نحت ملامحه وتفاصيل جسده.
ويظهر بجوار النبيل امرأة أصغر حجمًا في وضعية الركوع تمسك بساقه اليمنى، يُعتقد أنها زوجته، حيث ارتدت شعرا مستعارا قصيرا وطوقا عريضا وثوبًا بسيطًا، في مشهد يتوافق مع أسلوب التماثيل العائلية في تلك الفترة.
أما أكثر عناصر التمثال تفردًا فهو تصوير الابنة بشكل نادر؛ إذ ظهرت بالنحت البارز خلف ساق والدها، وهي تمسك بها بينما تحمل في يدها إوزة تفتح منقارها، ويرى الدكتور حواس أن الإوزة ربما ترمز إلى مؤونة للحياة الآخرة، لتعويض غياب المشاهد الجدارية في المقبرة.
ورغم أن التمثال عُثر عليه دون سياق أثري واضح، ويُرجح أن لصوص المقابر تخلوا عنه في الرمال، فإن التحليل الأسلوبي قاد العلماء إلى مقارنته بتمثال إيرو-كابتاح المحفوظ في متحف بروكلين، والذي يعود للأسرة الخامسة، وقد أظهرت المقارنة تشابها في النسب التشريحية وتفاصيل الوجه وتسريحات الشعر، ما يعزز فرضية أنهما ينتميان إلى نفس الحقبة والمدرسة الفنية.
ويعتبر تمثال جسر المدير استثنائيًا لكونه أول تمثال عائلي يوثق أحد الأبناء بطريقة النحت البارز، مما يجعله إضافة فنية وتاريخية مهمة لفهم تطور فن النحت في مصر القديمة وعلاقة الأسرة بالحياة الآخرة.
