تدهور جزء رئيسي من الدماغ لدى مرضى الزهايمر.. دراسة تكشف تمهيدًا جديدًا للعلاج
توصل فريق من الباحثين في جامعة ستانفورد الأمريكية إلى اكتشاف مهم يوضح السبب وراء ضعف الذاكرة المكانية لدى كبار السن ومرضى الخرف، بما في ذلك الزهايمر، وحدد العلماء منطقة في الدماغ تُعرف بـ القشرة الشمية الوسطى، والتي تُعد بمثابة نظام تحديد المواقع للدماغ، حيث تتحكم في رسم الخرائط الذهنية والتواصل بين مراكز الذاكرة والإدراك.
دراسة تكشف تمهيدًا جديدًا لعلاج مرضى الزهايمر
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، أظهرت الدراسة المنشورة في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز، أجرى الباحثون تجارب على 18 فأرًا بمراحل عمرية مختلفة تعادل ما بين 20 و90 عامًا لدى البشر وتم وضع الفئران في بيئات افتراضية لاختبار قدرتها على التذكر والتعلم.
وأظهرت النتائج أن الفئران الصغيرة والمتوسطة العمر احتفظت بقدرتها على رسم خرائط ذهنية دقيقة والتكيف مع التغييرات، بينما عانت الفئران الأكبر سنًا من ارتباك شديد وفشل في التمييز بين المسارات، ما يشبه ما يحدث لدى كبار السن المصابين بالخرف.
وكشفت التجارب أن خلايا الشبكة العصبية في القشرة الشمية الوسطى لدى الفئران المسنة لم تعد تطلق إشارات منتظمة، بل أصبحت عشوائية، ما يشير إلى بداية انهيار الذاكرة المكانية، وأكد الباحثون أن هذا الخلل قد يكون من العلامات المبكرة لمرض الزهايمر.
معاناة كبار السن في التنقل
وقالت الدكتورة ليزا جيوكومو، أستاذة علم الأعصاب في ستانفورد: يمكن النظر إلى القشرة الشمية الوسطى باعتبارها لوحة التحكم التي يبني من خلالها الدماغ خرائط للمكان، لكن مع التقدم في العمر تتعرض هذه القدرة لتدهور واضح.
أما الدكتورة شارلوت هيربر، المشاركة في الدراسة، فأوضحت أن الفئران المسنة واجهت صعوبة كبيرة في التمييز بين البيئات المختلفة، وهو ما يشبه معاناة كبار السن في التنقل بأماكن جديدة.
وأشار الفريق إلى أن هذه النتائج تمثل خطوة مهمة نحو فهم الآليات العصبية الكامنة وراء فقدان الذاكرة في الشيخوخة وأمراض مثل الزهايمر، وقد تفتح الطريق أمام علاجات جديدة تستهدف القشرة الشمية الوسطى لإبطاء أو منع تدهور الذاكرة، وأكد الباحثون أن تم تمويل الدراسة جزئيًا من قبل المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية.


