داء أجسام ليوي.. نوع من الخرف يتطور أسرع من الزهايمر وأبرز علاماته الميل وفقدان التوازن
يشكّل الخرف أحد أكثر الأمراض انتشارًا في العالم، حيث يعاني ما يقارب 7 ملايين أميركي من أنواعه المختلفة، وعلى رأسها مرض الزهايمر، إلا أن نوعًا آخر لا يقل خطورة، يُعرف باسم داء أجسام ليوي، بات يثير قلق الأطباء والباحثين نظرًا لسرعة تطوره وأعراضه المقلقة.
نوع من الخرف يتطور أسرع من الزهايمر وأبرز علاماته الميل وفقدان التوازن
يُصنّف داء أجسام ليوي كثالث أكثر أنواع الخرف شيوعًا، لكنه يختلف عن الزهايمر من حيث طبيعة الأعراض؛ فبينما يواجه مرضى الزهايمر صعوبة في تكوين ذكريات جديدة، يستطيع مرضى أجسام ليوي تكوينها، لكنهم يواجهون صعوبة في استرجاعها، ويشير الخبراء إلى أن من أبرز العلامات المبكرة لهذا المرض ما يُعرف بـ الميل الليوي، أي فقدان التوازن والانحناء إلى جانب واحد أثناء الجلوس أو الوقوف أو المشي.
وحذر الأطباء من أن هذه العلامة قد تكون إشارة خطيرة، خصوصًا عندما تصاحبها أعراض أخرى مثل الهلوسات البصرية المبكرة، تقلبات الإدراك والانتباه، واضطرابات النوم، كما قد يظهر لدى المرضى اضطراب سلوك حركة العين السريعة، حيث يعيش المصاب أحلامًا حية ويجسدها بالصراخ أو الحركات العنيفة أثناء النوم، وهو عرض قد يسبق ظهور التدهور الإدراكي بسنوات.
وبحسب معهد ميشيجان للاضطرابات العصبية، يتطور المرض بمعدل أسرع من الزهايمر، إذ يتراوح متوسط العمر من التشخيص وحتى الوفاة بين 5 و8 سنوات، مقارنة بـ 8 إلى 10 سنوات لمرض الزهايمر. وتشير الدراسات أيضًا إلى أن المرض قد يختلط مع حالات عصبية أخرى مثل باركنسون أو السكتات الدماغية، مما يجعل التشخيص الدقيق تحديًا كبيرًا.
أما من حيث العلاج، فلا يوجد حتى الآن دواء شافٍ لهذا المرض. يركّز الأطباء على إدارة الأعراض باستخدام أدوية مثل مثبطات الكولينستريز لتحسين الإدراك والانتباه، وأحيانًا أدوية الباركنسون كالليفودوبا للتعامل مع مشاكل الحركة، كما تُستخدم مضادات الذهان غير التقليدية بحذر لمعالجة الهلوسات والأوهام، فيما يُنصح المرضى المصابون باضطرابات النوم باستخدام الميلاتونين أو الكلونازيبام.
وارتبط المرض بحالات شهيرة، أبرزها النجم الكوميدي روبن ويليامز، الذي أظهر تشريح جثته بعد وفاته عام 2014 أنه كان يعاني من داء أجسام ليوي، وهو ما يفسر معاناته النفسية والجسدية في سنواته الأخيرة.
وإلى جانب ذلك، حددت الأبحاث عوامل خطر متعددة تزيد من احتمالية الإصابة بالخرف، منها: فقدان السمع، ضغط الدم المرتفع، السمنة، التدخين، السكري، إصابات الدماغ السابقة، العزلة الاجتماعية، إضافة إلى قلة النشاط البدني.



