موسم صيد الطيور المهاجرة في مطروح.. هواية توارثها بدو الصحراء
مع بداية فصل الخريف من كل عام، تتحول سماء محافظة مطروح إلى مسرح مفتوح لهجرة الطيور من أوروبا إلى إفريقيا، في مشهد طبيعي يأسر القلوب ويعيد لأبناء البادية تقليدًا قديمًا توارثته الأجيال، وهو صيد الطيور المهاجرة.
ويُعد موسم الصيد واحدًا من أبرز المواسم التي ينتظرها بدو مطروح، حيث تُمارَس هذه الهواية بعناية تحترم الطبيعة وتوازنها، بعيدًا عن الصيد الجائر أو العشوائي.
وتشمل الطيور التي تمر بالمحافظة أنواعًا مختلفة، أبرزها السمان واليمام والشرشير، والتي تُعد من الطرائد المفضلة لدى الصيادين.
ويستخدم الصيادون وسائل تقليدية في الصيد، مثل الشِباك اليدوية والصفارات المقلّدة لأصوات الطيور، في جو من المتعة والتحدي، حيث يتطلب الصيد مهارات خاصة في التمويه والتخفي وانتظار اللحظة المناسبة.
تراث بدوي أصيل
وأكد عدد من أهالي مطروح أن صيد الطيور ليس فقط مصدرًا للرزق أو المتعة، بل هو أيضًا تراث بدوي أصيل، يجمع بين الرياضة والصبر وفن التعامل مع البيئة، ويُعلَّم من الآباء للأبناء منذ الصغر.
كما شدد بعض المهتمين بالبيئة على أهمية تنظيم هذا النشاط بما لا يضر بالأنواع المهددة، مع ضرورة رفع الوعي حول الصيد المسؤول، بما يحافظ على التوازن البيئي ويحمي الطيور النادرة.
ويظل موسم صيد الطيور في مطروح مناسبة سنوية تجمع بين متعة الهواية، وأصالة التراث البدوي، وسحر الطبيعة الخلابة في واحدة من أجمل محافظات مصر.


