الأحد 07 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

السر في الحمد لله.. العقيد طيار سمير عزيز ميخائيل يروي تفاصيل صراع الجو يوم 8 أكتوبر

العقيد طيار سمير
سياسة
العقيد طيار سمير عزيز ميخائيل
الإثنين 06/أكتوبر/2025 - 11:51 ص

استعاد العقيد طيار سمير عزيز ميخائيل، نائب رئيس أركان القوات الجوية الأسبق، ملامح تجربته التي حملت بين طياتها لحظات لا تُنسى من عمر الوطن، إذ بدأت حكايته عقب نكسة يونيو 1967.

ويقول في تصريحاته لـ القاهرة 24، إنه بعد تسعة وثلاثين يومًا فقط من الهزيمة، بدأت القوات الجوية تستعيد نشاطها، وطلعت أول يوم ثلاث طلعات، وثاني يوم قرابة اثنين وثلاثين طلعة، مؤكدًا أن ذلك كان بمثابة رسالة بأن الروح لم تنكسر.

ويروي أنه فوق قناة السويس طار في مهمة حماية الطائرات المصرية خلال تنفيذها ضربات ضد العدو، ارتفع خمسة كيلومترات وظل ذهابًا وإيابًا من بورسعيد حتى الإسماعيلية، مؤكدًا أنه كان مستعدًا للاشتباك مع أي طائرات معادية تقترب، من ذلك العلو كان يرى سيناء كلها، ويرى الانفجارات والصواريخ وهي تتساقط على مواقع العدو، واصفًا المشهد بأنه كان منظرًا يفرح.

العقيد طيار سمير عزيز ميخائيل يروي تفاصيل صراع الجو يوم 8 أكتوبر

<strong>العقيد طيار سمير عزيز ميخائيل</strong>
العقيد طيار سمير عزيز ميخائيل

ولم تخلُ مسيرته من لحظات مواجهة شخصية قاسية، فيتذكر أنه في مطار فايد يوم الخامس من يونيو، وبعد أن دُمرت المطارات المصرية، خرج مع زملائه خارج المطار، وهناك فوجئ بطائرة معادية تتجه نحوه، وأمسك بمسدسه وبدأ يطلق النار عليها، ليجد الطيار الإسرائيلي يبادله النظرات كأنه يستغرب جرأته، بعد لحظات انقضت الطائرة عليه مباشرة.

ويصف اللحظة قائلًا: الطلقة عدت على بعد 30 سنتي مني، شفت الدخان طالع منها وحسيت إن الموت بيلاحقني، لكن ربنا نجاني، كانت تلك المواجهة بالنسبة له درسًا خالدًا في أن القدر وحده هو الفاصل بين الحياة والموت.

غير أن القدر ترك بصمته حين أصيب في إحدى الطلعات يوم الثامن من أكتوبر، دخل اشتباكًا بطائرة محملة بالخزانات، وبعد مناورة شاقة تعرضت طائرته للإصابة واضطر للقفز منها، ليسقط مصابًا بكسور سببت شللًا نصفيًا سفليًا وأنهت قدرته على مواصلة الطلعات القتالية، وبرغم مرارة الإصابة، ظل يردد الحمد لله باعتبارها الكلمة الأصدق في وصف نجاته وبقائه حيًا، ومع ذلك يؤكد أن موهبته في الطيران المنخفض كانت هبة إلهية، وأن إحساس الطيار وهو يحلق وهو يعلم أن كل طلعة قد تكون الأخيرة يجعل كل لحظة على قيد الحياة أثمن ما يملك.

تجربة العقيد الطيار سمير عزيز ميخائيل لم تكن مجرد مهام عسكرية، بل مزيج من الصمود والإصرار والإيمان، لتظل شهادته شاهدًا على رجال عاشوا بين الموت والحياة، وتركوا للأجيال القادمة درسًا خالدًا في أن الإرادة قادرة على إعادة كتابة التاريخ مهما كانت قسوة الهزائم.

تابع مواقعنا