ذكرى لا تنسى في تاريخ الصاعقة المصرية.. العقيد محمد التميمي يروي تفاصيل يوم السبت الحزين
وسط أجواء من الفخر والاعتزاز، استعاد العقيد محمد أحمد التميمي، أحد أبطال قوات الصاعقة المصرية (الدفعة 56 حربية)، ذكريات حرب الاستنزاف وما تلاها حتى حرب أكتوبر 1973، مؤكدًا أن ما عاشه مع زملائه من مقاتلي القوات الخاصة لم يكن مجرد معارك عسكرية، بل صفحات خالدة في كتاب الوطن، على حد وصفه.
يقول العقيد التميمي: اشتركت في 5 عمليات رئيسية خلال حرب الاستنزاف، إلا أن أبرزها كانت عملية الثلاثين من مايو، التي أطلقت عليها جولدا مائير بنفسها اسم "السبت الحزين"، لقد تكبّد العدو في هذا اليوم خسائر فادحة، حتى وصفتها وكالات الأنباء العالمية بأنها من أشد الضربات التي تلقاها الجيش الإسرائيلي آنذاك
ويضيف في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: كانت تلك العملية من أهم 10 عمليات نفذتها قوات الصاعقة عبر تاريخها الطويل، وأبرز رد على تصرفات العدو بعد هزيمة 1967.
ذكرى لا تنسى في تاريخ الصاعقة المصرية.. العقيد محمد التميمي يروي تفاصيل يوم السبت الحزين
من بين المواقف التي لا تفارق ذاكرته، يروي العقيد التميمي مشهدًا محفورًا في وجدانه: كانت التعليمات واضحة بعدم الاشتباك، كنا قوة صغيرة لا يتجاوز عددنا 12 مقاتلًا، في مواجهة قوة مدعومة بالطيران.. لكنني استدعيت في ذهني ما تعلمناه عن لواء جولاني الإسرائيلي، وعن دمويته وتربيته على كراهية العرب.. في تلك اللحظة، أدركت أن الانسحاب جريمة، وأن المعركة حتمية.
ويتابع: قررنا العصيان، وخضنا المواجهة.. لم تستغرق دقائق حتى ألحقنا بهم خسائر كبيرة، وأسرنا أحد جنودهم بينما فرّ الباقون، لقد كان إحساس النصر أكبر من أي خوف، وكان هذا الموقف بالنسبة لي شاهدًا على أن الإرادة أقوى من كل السلاح.
ويكشف العقيد التميمي أن صدى العملية تجاوز ميدان القتال إلى مراكز القرار السياسي في إسرائيل: الخسائر دفعت جولدا مائير إلى الاستنجاد بالولايات المتحدة فورًا، ومن هنا جاءت مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار.. كان "السبت الحزين" إعلانًا للعالم بأن مصر لن تُهزم، وأن جيشها استعاد ثقته بنفسه.
لم تتوقف رحلة العقيد التميمي عند حرب الاستنزاف.. فقد شارك في كتيبة الصاعقة 139، شرق وغرب القناة، ويقول: «كنا ندرك أن المعركة الكبرى تقترب، وأن ما تعلمناه في الاستنزاف كان إعدادًا حقيقيًا لملحمة العبور.
ويختتم العقيد محمد التميمي حديثه قائلًا: إن ما تحقق لم يكن فقط بفضل السلاح، بل بإيمان المقاتل وإصراره على النصر. وما زلت أعتبر أن عملية "السبت الحزين" ستظل الموقف الذي يلخص معنى التضحية والإرادة في تاريخي العسكري كله.


