بعد عامين من الحرب.. كيف تنظر حركة فتح للوضع في غزة ومستقبل حماس مع خطة ترامب؟
مر عامان على عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، عامان من القتل والتجويع والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في القطاع في ظل غياب آفاق للحل الذي يفضي إلى نهاية هذه الحرب الدامية رغم محاولات الوسطاء في مصر وقطر وبجانبهم الولايات المتحدة، إقناع الاحتلال وحركة حماس بالموافقة على مقترحات وقف إطلاق النار.
وفي ظل العدوان الإسرائيلي على غزة، كان لحركة فتح الفلسطينية دور في محاولة وقف نزيف الدم الفلسطيني، وإنهاء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، حيث تتركز رؤية الحركة على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني وضمان عودة السلطة الفلسطينية للحكم في قطاع غزة.
وفي ظل التطورات الأخيرة، التي رافقت حالة الزخم المصاحبة لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خصوصًا بعد إبداء حركة حماس موافقة أولية عليها، بجانب دعم الدول العربية والإسلامية، ترى حركة فتح أن هذه قد تكون فرصة لإنهاء العدوان الإسرائيلي وتوحيد الصف الفلسطيني وحقن الدماء.
منذر الحايك: خطة ترامب ملغمة وقدمنا النصائح لحماس
قال منذر الحايك المتحدث باسم حركة فتح، إنه برؤية فتح بعد عامين من الحرب، والرسائل التي كانت ترسلها دائما دولة الاحتلال عبر الصواريخ والقصف والقتل وارتكاب المجازر وتدمير البنية التحتية في قطاع غزة، بالتأكيد التقييم سيئ، ونحن من طرفنا في حركة فتح كان لنا الكثير من النصائح لحركة حماس، وهذه النصائح كانت بهدف سحب الذرائع من يد نتنياهو حتى لا يستكمل هذه الحرب التي استمرّت لمدة عامين ويراها الجميع على الهواء مباشرة، وفي النهاية قبلت حماس بمقترح ترامب عندما سمعت نصائح الدول العربية، مع العلم أن هذه النصائح قدمتها حركة فتح منذ أكثر من عام ونصف تقريبا، فكان على حماس أن تسمع للعقل الفلسطيني، لكن بكل الأحوال نحن نريد أن نبني غزة ونغيث أهلنا ونوقف نزيف الدم وأن نبدأ بالإعمار.
وحول رؤية فتح لخطة ترامب وموافقة حماس عليها، أضاف الحايك في تصريحات لـ القاهرة 24: موافقة حماس على خطة ترامب هي خطوة مهمة من قبلها، وإن كانت هذه الخطة هي خطة الألغام، لكن بالنسبة لنا في حركة فتح فإن خطة ترامب لها ثلاثة عناوين مهمة، وهي وقف نزيف الدم ووقف التهجير ووقف ضم الضفة الغربية، فمن المهم أن نحمي شعبنا من أهوال يوم القيامة، ونعلن بشكل واضح أن التهجير قد فشل.
واستكمل: الآن في هذه المرحلة الحساسة، كما طلبنا من حركة حماس نريد منها أن تسحب الذرائع وأن تعلن بشكل واضح وصريح أن السلطة الوطنية الفلسطينية هي صاحبة الولاية في قطاع غزة كما في الضفة الغربية، وعلينا أن نحمي مشروعنا الوطني بنظامنا الشرعي والسياسي، وأن يكون قرارنا فلسطينيًا مستقلًا، وننصح حركة حماس للمرة الألف أن الارتهان للدول الخارجية لن يكون في صالح القضية الفلسطينية، وصالح القضية يكون من خلال القرار الفلسطيني المستقل، ويجب أن تعيد حماس اعتباراتها وتفكر جيدًا وتدرس ما حدث بالماضي وتستخلص العبر وأن تقول كلمة واحدة وهي إن منظمة السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا.
وحول توقع التطورات في المرحلة المقبلة، قال متحدث فتح: نحن في حالة توجس وليس ارتياح، ونأمل أن تستمر عملية وقف إطلاق النار، رغم خروقات الاحتلال الذي يستمر في القصف وإطلاق النار واحتلال أجزاء من مدينة غزة، وإن كان توقف احتلال المدينة بالكامل والوصل إلى مركز المدينة، لكن على كل الأحوال التوقعات ليست بالسهلة، فإسرائيل تخرق كل الهدن ونحن لا نأمن دولة الاحتلال ونشك في نوايا نتنياهو، لكن علينا أن نكون في حالة يقظة في التعامل مع الخطة وتطبيقها وحتى لا نضع نقطة فراغ أمام نتنياهو ليستغلها ليعود للحرب ويستمر في قتل الشعب الفلسطيني، وهذا دورنا كفلسطينيين فإن لم نساعد أنفسنا لن يساعدنا أحد، لا العالم ولا حتى الولايات المتحدة، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو رجل صفقات ويبحث عنها، ونحن علينا أن نبحث عن مصلحة الشعب الفلسطيني أينما كانت وأن نختارها بغض النظر عن الطريقة والأسلوب، لأن الآن لا داعي للشعارات الرنانة والتصريحات، ويجب إنقاذ الشعب الفلسطيني.
واختتم: ستبقى توقعاتنا محفوفة بالمخاوف، لكن هذا منوط بسلوكنا تعاملنا مع الخطة ومع المجتمع الدولي ورسائلنا، فالرئيس محمود عباس يستمر منذ 3 أشهر في إرسال رسائل للمجتمع الدولي، من خلال مواضيع إصلاحات السلطة الفلسطينية وقدرتها على بسط سيادتها على قطاع غزة، ويجب على حماس أن تستفيد من ذلك حتى نكون أمام موقف فلسطيني موحد ورسالة موحدة للمجتمع الدولي وأننا لسنا منقسمين كما يريد نتنياهو من خلال فصل الضفة عن القطاع وهذه هي رسالتنا في حركة فتح.
عماد محسن: يمكن البناء على خطة ترامب لتوحيد التراب الفلسطيني
قال عماد محسن المتحدث باسم تيّار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن غزة تألمت كثيرًا وعانت ما لا يحتمله البشر، بعد أن دمر الاحتلال مدنها وقراها ومخيماتها، وبعد أن قتل الأطفال والنساء والشيوخ، بعد حرب الإبادة والمجازر الجماعية، وحرب التجويع الممنهج، ومخططات التهجير القسري، على مدى عامين لم يذق فيهما الغزيون طعم النوم أو الراحة، وتنقلوا بخيامهم بين أكثر من منطقة نزوحٍ في انتظار انتهاء هذه المقتلة.
وأضاف محسن في تصريحات لـ القاهرة 24: خطة ترامب، التي رافقها ترحيب دولي وإقليمي وعربي وفلسطيني، تنطوي على نقاطٍ يمكن البناء عليها، تتعلق بإنهاء الحرب وانسحاب الاحتلال تدريجيًا من القطاع وإدخال المساعدات الإنسانية وبدء مسيرة إعادة الإعمار وإغلاق ملف التهجير وفتح أفقٍ سياسيٍ يتعلق بالوحدة الترابية بين الشطرين الجغرافيين اللذين سيشهدا تكريس الاستقلال الوطني (الضفة والقطاع).
وأردف: نأمل أن تستكمل جهود الوسطاء من الأشقاء والأصدقاء، وفي مقدمتهم جمهورية مصر العربية، لجهة تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، ومنع حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل من المراوغة أًو الالتفاف على ما يتم التوافق بشأنه، وهو أمر غاية في الأهمية لتصويب المسير.


