تشخيص صادم لأسطورة الرجبي لويس مودي يسلط الضوء على العوامل الخفية وراء مرض عصبي نادر
أثار نجم الرجبي الإنجليزي لويس مودي، الفائز بكأس العالم، تعاطفًا واسعًا بعد إعلانه إصابته بمرض العصبون الحركي MND عن عمر 47 عامًا، في تشخيص وصفه بـ المدمر رغم شعوره الحالي بأنه ما زال قادرًا على ممارسة أنشطته اليومية.
تشخيص صادم لأسطورة الرجبي لويس مودي
وسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، قال مودي عند كشفه عن حالته: تم إخباري بالتشخيص ونحن عاطفيون جدًا تجاهه، لكن الغريب أنني ما زلت أشعر بأن كل شيء على ما يرام، أستطيع فعل كل شيء، وآمل أن يستمر ذلك لأطول فترة ممكنة.
إعلان مودي أعاد فتح النقاش حول العلاقة المحتملة بين الرياضات العنيفة مثل الرجبي ومرض العصبون الحركي، خاصة بعد وفاة زميليه في اللعبة دودي وير عام 2022 وروب بورو عام 2024 بالمرض نفسه.
وأوضح الأطباء أن مرض العصب الحركي من الأمراض العصبية النادرة والخطيرة، إذ يؤدي إلى تلف تدريجي في الخلايا العصبية المسؤولة عن الحركة، مما يسبب صعوبة في المشي والكلام والتنفس، ويُقدّر أن نحو 5000 شخص في المملكة المتحدة يعيشون مع هذا المرض، بمعدل خطر إصابة يصل إلى واحد من كل 300 شخص خلال الحياة.
العوامل الخفية المرتبطة بالمرض
ورغم أن العوامل الجينية مسؤولة عن نسبة محدودة من الحالات، إلا أن أشار الأطباء إلى العوامل البيئية ونمط الحياة قد تزيد من خطر الإصابة، أبرزها:
- إصابات الرأس المتكررة: لاعبي الرجبي الذين تعرضوا لارتجاجات متعددة أثناء مسيرتهم قد تظهر لديهم تغيرات بروتينية في الدم تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض، فيما أن تحاليل الدم تظهر مؤشرات أعلى على الضرر العصبي مقارنة بغيرهم من الرياضيين.
- النشاط البدني المكثف: ممارسة التمارين الشاقة بانتظام قد تسهم في زيادة الخطر، خصوصًا لدى الأشخاص الذين يحملون طفرة جينية في جين C9ORF72، حيث قد يصابون بالمرض في سن مبكرة.
- التعرض للمواد الكيميائية والمعادن الثقيلة: التعرض المتكرر للمبيدات الحشرية وأبخرة الوقود يزيد خطر الإصابة بنسبة تصل إلى 70٪، كما ربطت أبحاث أخرى التعرض لـ الرصاص والزئبق بزيادة احتمالية الإصابة بـ التصلب الجانبي الضموري (ALS)، وهو الشكل الأكثر شيوعًا من المرض.
- التدخين والخدمة العسكرية: التدخين قد يرفع خطر الإصابة بنسبة 10٪ لكل عشر سجائر إضافية يوميًا، فيما أشارت أبحاث أخرى إلى أن المحاربين القدامى أكثر عرضة للإصابة بنسبة 49٪، ربما بسبب الصدمات أو العوامل البيئية المصاحبة للخدمة العسكرية.
علاج مرض العصبون الحركي MND
حتى اليوم، لا يوجد علاج نهائي لمرض العصب الحركي، وتقتصر العلاجات على إبطاء تطور الأعراض وتحسين جودة الحياة، ويواصل العلماء في المملكة المتحدة وإيطاليا أبحاثهم ضمن أكبر دراسة من نوعها لتحديد مدى ارتباط الرياضات الاحترافية بالمرض.
وفي الوقت نفسه، يواصل لويس مودي الدعوة إلى تعزيز سلامة اللاعبين ووضع قيود زمنية على التدريبات العنيفة، مؤكدًا أن رعاية الرياضيين بعد نهاية مسيرتهم لا تقل أهمية عن مجدهم في الملاعب.


