دراسة: ارتفاع مستوى سطح البحر قد يؤدي إلى غرق 100 مليون مبنى تحت الماء حول العالم
حذر علماء، من أن ارتفاع منسوب مياه البحار، قد يؤدي إلى غرق أكثر من 100 مليون مبنى تحت الماء بحلول عام 2100، حيث قدر الخبراء في كندا عدد المباني في أفريقيا وجنوب شرق آسيا وأميركا الوسطى والجنوبية التي قد تغمرها المياه بسبب التغيرات المختلفة في مستوى سطح البحر.
وبحسب ما نشر في صحيفة ديلي ميل البريطانية، خلص تقييمهم إلى أن ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 1.6 قدم (0.5 متر) فقط، من شأنه أن يؤدي إلى غرق ثلاثة ملايين مبنى في جنوب العالم وحده، ومع ذلك إذا لم يتم الحد من الانبعاثات قريبًا، فقد يرتفع مستوى سطح البحر بما يزيد عن 16 قدما (خمسة أمتار) في القرن المقبل، مما يعرض ما يصل إلى سدس جميع المباني في الجنوب العالمي للخطر.
ارتفاع مستوى سطح البحر قد يؤدي إلى غرق 100 مليون مبنى تحت الماء
ومما يثير القلق أن الباحثين في جامعة ماكجيل في مونتريال يقولون إن الكثير من هذا الدمار أصبح الآن أمرًا لا مفر منه، حتى لو تم الالتزام بشروط اتفاق باريس، فمن المرجح أن يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر إلى ما يصل إلى ثلاثة أقدام (0.9 متر) إلى غمر خمسة ملايين مبنى بحلول نهاية القرن.
وقالت البروفيسورة ناتاليا جوميز، المؤلفة المشاركة في الدراسة: إن ارتفاع مستوى سطح البحر هو نتيجة بطيئة ولكن لا يمكن إيقافها للاحتباس الحراري الذي يؤثر بالفعل على سكان المناطق الساحلية وسيستمر لعدة قرون، ويتحدث الناس في كثير من الأحيان عن ارتفاع مستوى سطح البحر بعشرات السنتيمترات، أو ربما متر واحد، ولكن في الواقع قد يستمر الارتفاع لعدة أمتار إذا لم نتوقف بسرعة عن حرق الوقود الأحفوري.
وركز الباحثون تحليلاتهم على الجنوب العالمي، أي النصف السفلي من العالم الذي يضم أفريقيا وجنوب شرق آسيا وأميركا الوسطى والجنوبية، لكنهم أنشأوا خريطة توضح كيف ستبدو الفيضانات في جميع أنحاء العالم، وفي أول تقييم من نوعه على نطاق واسع لكل مبنى على حدة، قام الباحثون بدمج معلومات الأقمار الصناعية عالية الدقة وبيانات الارتفاع، وباستخدام هذه البيانات، تمكن الباحثون من تقدير عدد المباني التي قد تغمرها المياه في ظل سيناريوهات مختلفة لمستوى سطح البحر، من زيادات قدرها 1.6 قدم (0.5 متر) إلى 65 قدمًا (20 مترًا).
ومع ارتفاع درجة حرارة المناخ، يرتفع مستوى سطح البحر بسبب ذوبان الصفائح الجليدية القطبية والأنهار الجليدية، فضلًا عن حقيقة أن الماء في المحيطات يتمدد مع ارتفاع درجة حرارته، ويعتقد العلماء حاليا أن مستوى سطح البحر سيرتفع بمقدار 1.6 قدم حتى لو اتخذت الحكومات في جميع أنحاء العالم تدابير سريعة لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وعندما يحدث هذا، يتوقع الباحثون أن تغمر المياه بشكل دائم ملايين المباني، مع وضع المزيد منها ضمن علامة المد العالي.
وتظهر خريطة الفيضانات التي أعدها الباحثون أن أجزاء كبيرة من المدن الساحلية في المملكة المتحدة، مثل مدينة جريت يارموث، سوف تغمرها المياه بشكل دائم، في حين ستكون مناطق ضخمة من المدن مثل لندن تحت خط المد العالي، وفي لندن من المتوقع أن تمتد الفيضانات المدية إلى بيكهام في الجنوب وباركينج في الشمال.
وأشار الباحثون، إلى أن خمسة ملايين مبنى أخرى من المتوقع أن تكون تحت مستوى المد العالي بحلول نهاية القرن، ليرتفع العدد إلى 20 مليون مبنى بحلول عام 2030، وأن 45 مليون مبنى في أفريقيا وجنوب شرق آسيا وأميركا الوسطى والجنوبية وحدها سوف تتعرض للفيضانات إذا ارتفع مستوى سطح البحر 16 قدمًا، ويرتفع هذا العدد إلى 136 مليون مبنى إذا سمحنا لمستوى سطح البحر بالارتفاع بمقدار 65 قدمًا.
