اختبار دم جديد حول إمكانية تشخيص متلازمة التعب المزمن.. باحثون يكشفون التفاصيل
أعلن فريق من الباحثين في جامعة إيست أنجليا البريطانية بالتعاون مع شركة أوكسفورد بيودايناميكس عن تطوير أول فحص دم في العالم قادر بحسب قولهم على تشخيص متلازمة التعب المزمن بدقة تصل إلى 96%، إلا أن هذا الإعلان، الذي وصفه البعض بأنه إنجاز علمي كبير، أثار في الوقت نفسه موجة من الجدل في الأوساط الطبية، حيث اعتبره عدد من الخبراء فجرًا كاذبًا جديدًا بسبب محدودية الدراسة وصغر حجم العينة المستخدمة.
اختبار دم جديد يثير الجدل حول إمكانية تشخيص متلازمة التعب المزمن
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، تُعد متلازمة التعب المزمن، المعروفة طبيًا باسم التهاب الدماغ والنخاع العضلي (ME)، من الأمراض المرهقة التي يصعب تشخيصها لعدم وجود اختبار محدد، إذ يعتمد الأطباء عادة على تقييم الأعراض واستبعاد الأسباب الأخرى للإرهاق المزمن.
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة الطب الانتقالي، استخدم العلماء تقنية EpiSwitch 3D Genomics لتحليل عينات دم من 47 مريضًا بـ ME و61 شخصًا سليمًا، واكتشفوا أنماطًا جينية مميزة لدى المصابين بالمرض. وصرّح البروفيسور دميتري بشيزيتسكي، قائد الفريق البحثي، أن الاكتشاف يمهد الطريق لتشخيص أسرع وأكثر دقة، ما يساعد المرضى على تلقي الدعم والعلاج المناسبين مبكرًا.
لكن عددًا من العلماء دعوا إلى الحذر، مشيرين إلى أن نتائج الدراسة لا تزال أولية وتحتاج إلى تحقق مستقل على نطاق أوسع، خاصة في ظل غياب المقارنة مع أمراض أخرى تتشابه أعراضها مع ME مثل الاكتئاب أو الألم العضلي الليفي أو التصلب المتعدد.
وأوضح الدكتور تشارلز شيبارد، المستشار الطبي لجمعية ME، أن النتائج واعدة لكنها لا تكفي بعد لاعتماد الاختبار سريريًا، مؤكدًا ضرورة إجراء أبحاث إضافية للتأكد من دقة المؤشرات الجينية المستخدمة.
آمال المرضى دون دليل قاطع
من جانبه، حذر الدكتور أليستير ميلر من رفع آمال المرضى دون دليل قاطع، بينما شدد البروفيسور كريس بونتينغ من جامعة إدنبرة على ضرورة إجراء تجارب مستقلة قبل اعتماد الفحص طبيًا، خاصة وأن تكلفته المتوقعة قد تصل إلى 1000 جنيه إسترليني.
ويُقدّر عدد المصابين بمتلازمة التعب المزمن في بريطانيا بنحو 400 ألف شخص، بينما يتجاوز العدد عالميًا 30 مليونًا، معظمهم من النساء بين سن 25 و50 عامًا، وتتنوع الأعراض بين الإرهاق الشديد وآلام العضلات والمفاصل واضطرابات النوم وضعف التركيز، ويظل ربع المرضى تقريبًا غير قادرين على مغادرة منازلهم أو ممارسة حياتهم اليومية.
ورغم عدم وجود علاج نهائي حتى الآن، يأمل الباحثون أن يفتح هذا الاكتشاف الباب أمام طرق تشخيص وعلاجات جديدة، وربما إسهامات مستقبلية في فهم أمراض مثل كوفيد الطويل الأمد، التي تتشارك بعض الخصائص مع ME.


