الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

خبير أثري يروي قصة القلعة التي أعادت الحياة لطريق حورس الحربي

الكشف الأثري
أخبار
الكشف الأثري
السبت 11/أكتوبر/2025 - 06:08 م

قال الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات الدكتور أحمد عامر إن سيناء تمثل المدخل الشرقي لمصر، وقد لعبت دورًا بارزًا على مدار التاريخ، فكانت شاهدًا على أحداث هامة شكلت تاريخ المنطقة ومصر بأكملها.

وأوضح  الخبير الأثري، في بيان له أن طريق حورس الحربي كان بمثابة منطلق الجيش المصري القديم للخروج خارج حدود الدولة، لما له من أهمية ثقافية وحضارية كبيرة، إذ ربط بين العديد من المعالم الأثرية مثل قلعة "ثارو" ونقوش "حورس"، التي تُعد من أقدم النقوش التاريخية في مصر القديمة. وقد سارت عليه الجيوش المصرية القديمة مرارًا نحو آسيا، فيما أُقيمت على امتداده الحصون المصرية في المناطق الاستراتيجية الهامة لتكون مراكز للجنود المكلفين بحراسة الطريق ومخازن لتجهيزات الحملات العسكرية.

سيناء في عهد الملك زوسر

وأشار عامر إلى أن سيناء لعبت دورًا محوريًا منذ فجر التاريخ المصري القديم، فخلال عهد الملك زوسر أُرسلت حملة عسكرية لمنع تسلل البدو إلى داخل مصر، تلتها حملة أخرى في عصر الملك سنفرو من الأسرة الرابعة لتأمين الحدود الشرقية. وفي عصر الملك جد كا رع إسيسي من الأسرة الخامسة، أُرسلت بعثات تعدينية وتجارية إلى سيناء.

وأضاف أن الجهود العسكرية لتأمين سيناء بلغت ذروتها في عصر الملك أمنمحات الذي جدّد القلاع والحصون وشنّ حملات ضد البدو المغيرين، بينما امتد نفوذ مصر في سيناء شرقًا وغربًا في عهد الملك سنوسرت الأول عبر إرسال حملات مكثفة لجلب المعادن والأحجار الكريمة، وقد استمرت السيطرة المصرية على الحدود وتأمينها حتى عصر الأسرة التاسعة عشرة.

وتابع عامر أن الملك سيتي الأول أمر بتجديد نقاط الحراسة وبناء القلاع وحفر المناجم في سيناء لحمايتها من بدو الشاسو، مما جعل سيناء ذات طبيعة استراتيجية خاصة عبر العصور لما تمثله من أهمية جغرافية وأمنية لمصر، مؤكدا أن الكشف الأخير لقلعة عسكرية من عصر الدولة الحديثة يُعد واحدًا من أهم الاكتشافات الأثرية على طريق حورس الحربي، بل من أضخم القلاع المكتشفة حتى الآن، إذ تعكس مدى التنظيم العسكري والدفاعي لمصر القديمة.

وأختتم: أنه تم الكشف عن أحد عشر برجًا دفاعيًا حتى الآن، إلى جانب البرج الشمالي الغربي وجزء من السورين الشمالي والغربي، بالإضافة إلى سور زجزاجي في الجانب الغربي يقسم القلعة من الشمال إلى الجنوب، ويُحيط بمنطقة سكنية خُصصت للجنود، كما تم العثور على كسرات وأوانٍ فخارية متنوعة، ويد إناء مختومة باسم الملك تحتمس الأول، إلى جانب كميات من الأحجار البركانية وفرن كبير لإعداد الخبز وعجين متحجر بجواره، وهو ما يؤكد أن القلعة كانت مركزًا متكاملًا للحياة اليومية للجنود في تلك الفترة.

تابع مواقعنا