دراسة: البقاء أصدقاء بعد الانفصال قد يخفي دوافع أنانية واضطرابات نفسية
كشفت دراسة علمية أن الحفاظ على علاقة صداقة مع الشركاء السابقين بعد الانفصال قد لا يكون دائمًا دليلًا على النضج العاطفي كما يعتقد البعض، بل قد يرتبط أحيانًا بسمات شخصية أكثر ظلمة مثل النرجسية أو الميل للتلاعب.
البقاء أصدقاء بعد الانفصال قد يخفي دوافع أنانية واضطرابات نفسية
وحسب ما نشرته صحيفة هندستان تايمز، الدراسة التي نُشرت في مجلة الشخصية والاختلافات الفردية، أجراها العالمان جاستن موغيلسكي وليزا ويلينغ من جامعة أوكلاند، وشملت تحليل شخصيات 861 مشاركًا لفهم الأسباب وراء استمرار البعض في التواصل مع شركائهم السابقين، وقد استخدم الباحثان دراستين منفصلتين؛ الأولى طلبت من المشاركين اقتراح أسباب استمرار الصداقة، والثانية قيّمت مدى أهمية هذه الأسباب لديهم.
وحددت النتائج سبعة دوافع رئيسية وراء استمرار العلاقات الودية بعد الانفصال، من بينها الموثوقية والدعم العاطفي، والبراغماتية مثل الاستفادة المادية، واستمرار الانجذاب العاطفي أو تراجعه، والحفاظ على العلاقات الاجتماعية، والوصول الجنسي، وأشارت النتائج إلى أن هذه الأسباب تتراوح بين دوافع عاطفية مشروعة وأخرى أنانية تسعى للحصول على مزايا عملية.
سمات ثلاثية للشخصية
كما خضع المشاركون لتقييمات تقيس سمات ثلاثية للشخصية النرجسية، والميكافيلية، والاعتلال النفسي وتبين أن الأفراد الذين سجلوا درجات أعلى في هذه السمات كانوا أكثر ميلًا إلى الإبقاء على صداقات مع شركائهم السابقين لأسباب براغماتية أو تلاعبية، مثل الحفاظ على الوصول إلى المال أو العلاقات أو المعلومات.
ووفقًا للدراسة، فإن الرجال أظهروا ميلًا أكبر من النساء لتبرير استمرار الصداقة مع شركاء سابقين بدوافع عملية أو جنسية، وتشير النتائج إلى أن بعض الأشخاص قد يسعون من خلال هذه الصداقات إلى إبقاء الخيارات مفتوحة، بدلًا من إنهاء العلاقة بشكل حاسم.
ويخلص الباحثون إلى أن قرار البقاء أصدقاء بعد الانفصال ليس دائمًا بريئًا أو نابعًا من مشاعر متبقية، بل قد يعكس أنماطًا أعمق من التفكير الاستراتيجي أو الأنانية، ومع ذلك لا تعني النتائج أن جميع الصداقات بعد الانفصال ذات دوافع خفية، لكنها تذكر بأن العلاقات الإنسانية حتى بعد انتهائها أكثر تعقيدًا مما تبدو عليه.




