أطباء الحضارة.. علمٌ يحمي تراث مصر الخالد داخل المتحف المصري بالتحرير| صور
تبنّى المتحف المصري بالتحرير، استراتيجية علمية متكاملة للترميم تحت إشراف فرق متخصصة تُعرف بـ«أطباء الحضارة»، تهدف إلى الحفاظ على الأصل التاريخي للآثار عبر منهجية علمية دقيقة تجمع بين الخبرة المصرية والتقنيات العالمية الحديثة.
أطباء الحضارة.. علمٌ يحمي تراث مصر الخالد داخل المتحف المصري بالتحرير
وتبدأ عملية الترميم بإجراءات احترافية تشمل الفحص والتشخيص المتقدم، حيث يتم تحليل دقيق لحالة الأثر باستخدام التصوير بالأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية والمجهر الرقمي، لتحديد حجم التلف ونوعية المواد الأصلية.
ويلي ذلك التطبيق العلمي المؤمَّن الذي يعتمد على استخدام مواد ترميم خاملة ومُختبرة علميًا (Inert Materials) لضمان عدم حدوث أي تفاعلات ضارة، تحقيقًا لمبدأ «عدم الإضرار بالأصل».





ونظرًا للهشاشة الفائقة لبعض القطع، وخاصة البرديات القديمة، تُطبق تقنيات رائدة تمزج الخبرة المصرية بالتجارب اليابانية في التدعيم، من خلال استخدام ألياف ورق “التشو” الياباني القوي والخفيف لتقوية الأجزاء الضعيفة وملء الفجوات، وتثبيته بعجائن طبيعية خاملة مثل نشا القمح أو الأرز، حفاظًا على الاستقرار الكيميائي للأثر.
كما يتم توثيق جميع مراحل العمل باستخدام التصوير متعدد الأطياف والتصوير المقطعي (CT Scan)، وهي تقنيات تتيح قراءة النصوص على البرديات الملفوفة وفهم بنيتها الداخلية دون الحاجة إلى فكها.
ويُختتم العمل بمعالجة الأثر لمعادلة الحموضة وحفظه داخل فترينات عرض متخصصة ذات تحكم دقيق في درجة الحرارة والرطوبة، لضمان حماية طويلة الأمد من العوامل البيولوجية والكيميائية.
ويؤكد فريق «أطباء الحضارة» أن الهدف النهائي من هذه الجهود هو إعادة الأثر إلى حالته المستقرة والأصلية، بما يتيح للجمهور فرصة مشاهدة كنوز الحضارة المصرية في بيئة آمنة ومستدامة، تضمن نقل هذا الإرث العريق إلى الأجيال القادمة.



