الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

نمط متكرر يهدد مناخ التعليم.. تزايد وقائع التعدي على المعلمين داخل المدارس

تعد على المعلمين
تعليم
تعد على المعلمين - أرشيف
الأحد 12/أكتوبر/2025 - 09:24 م

خلال أقل من شهر، تصاعدت وتيرة الاعتداءات على المعلمين داخل المدارس المصرية، سواء من طلاب أو أولياء أمور، في مشهد يعكس أزمة متكررة تتطلب تدخلًا عاجلًا من كافة الجهات المعنية لضمان هيبة المؤسسة التعليمية وحماية المعلم، الذي يُعد حجر الزاوية في العملية التعليمية.

 6 وقائع اعتداء على المعلمين في محافظات مختلفة، خلال الأسابيع القليلة الماضية، بعضها موثق بالفيديو، أثارت موجة واسعة من الغضب والاستنكار بين أولياء الأمور والمعلمين على حد سواء، حيث تُظهر الوقائع نمطًا مقلقًا من الاعتداء على المعلمين داخل المدارس، سواء من طلاب أو أولياء أمور، ما يهدد سلامة المناخ التعليمي ويقوّض سلطة المعلم داخل الفصل.

واقعة مدرسة عمر مكرم بالمنيب 

تداول رواد مواقع التواصل مقطع فيديو يظهر اعتداء عدد من أولياء الأمور على معلم بالضرب باستخدام "شبشب" داخل الفصل، وأمام الطلاب، ما أثار موجة غضب واسعة، وسط مطالب بفتح تحقيق فوري لمحاسبة المسؤولين عن الواقعة.

مدرسة عبد المجيد عامر 

تعرض المعلم "محمد رجب" لاعتداء من طالب داخل المدرسة، شمل تمزيق قميصه، وامتد الأمر لاعتداء على مديرة المدرسة من أسرة الطالب، ورغم فداحة الواقعة، أعلن المعلم لاحقًا قبوله التصالح بعد اعتذار رسمي من الطالب وولي أمره بحضور مجلس الأمناء.

مدرسة قرية شبرا بابل

المعلم محمد سمير فهيم تعرض للاعتداء من ولي أمر للمرة الثانية خلال 3 أيام فقط، بسبب محاولته فرض الانضباط داخل الفصل، وتم اتخاذ إجراءات قانونية فورية، واحتجاز ولي الأمر المتعدي، بمتابعة من النقابة الفرعية.

مدرسة مدينة العمال للتعليم الأساسي بالغربية

واقعة مشابهة وقعت في نهاية اليوم الدراسي، بعد محاولة ولي أمر اقتحام المدرسة قبل انتهاء اليوم، ورفض المعلم خرق القواعد، ما أدى لاعتداء عليه بالسب والضرب، مع إصابته بخدوش.

مدرسة طارق بن زياد 

واقعة جماعية شملت الاعتداء بالسب والضرب على مدير المدرسة، وكيل المدرسة، وأحد المعلمين من قِبل ولي أمر حاول الدخول للفصل بالقوة لاستلام ابنته، وتم تحرير محضر رسمي بالواقعة، وإحالة المعتدي للتحقيقات.

تعليق نقابة المهن التعليمية

وبدروها، أعربت نقابة المهن التعليمية، برئاسة خلف الزناتي، عن بالغ أسفها واستيائها الشديد من تكرار وقائع الاعتداء على المعلمين داخل المدارس، خلال فترة زمنية قصيرة، في محافظات مختلفة.

وأكدت على أن "ما شهدناه من حوادث متكررة خلال الأسابيع القليلة الماضية – من تعدٍ بالضرب والسب على معلمين أثناء تأدية عملهم، وفي حضور الطلاب – هو أمر مرفوض تمامًا، ولا يمكن التهاون معه تحت أي ظرف".

وأوضحت النقابة أن كرامة المعلم خط أحمر، وأن النقابة لن تدّخر جهدًا في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد أي اعتداء يقع على أي عضو من أعضاء هيئة التدريس، وستوفر الدعم القانوني الكامل للمتضررين، لضمان حقهم وصون كرامتهم وهيبتهم داخل المؤسسة التعليمية.

كما طالبت النقابة وزارة التربية والتعليم باتخاذ خطوات واضحة لحماية المعلمين داخل المدارس، منها: وتفعيل دور الأمن المدرسي بشكل فعّال، وإطلاق حملات مجتمعية لترسيخ ثقافة احترام المعلم ودوره المحوري في بناء الأجيال.

أولياء أمور يطالبون بتفعيل قانون حماية المعلم وتعزيز الأمن داخل المدارس

فيما، طالب عدد من أولياء الأمور، عبر مجموعات حوارية على مواقع التواصل الاجتماعي، بضرورة اتخاذ خطوات جادة لحماية المعلمين داخل المؤسسات التعليمية، في ظل تكرار وقائع الاعتداء عليهم خلال الفترة الأخيرة.

وشدد المشاركون في "جروب حوار متجمعي"، على أهمية تفعيل قانون حماية المعلم، بما يكفل له أداء دوره التربوي والتعليمي في بيئة آمنة ومحترمة، بعيدًا عن أي تجاوزات أو ضغوط.

كما أكد أولياء الأمور على ضرورة وجود أفراد أمن مدربين داخل المدارس، للتعامل الفوري مع أي خرق للنظام من جانب أولياء الأمور أو الطلاب، بما يضمن الانضباط داخل الحرم المدرسي ويحمي حقوق جميع الأطراف.

ودعا أولياء الأمور إلى فتح نقاش مجتمعي واسع حول ثقافة احترام المعلم، تبدأ من البيت وتمر بالمجتمع ومؤسسات الإعلام، لتعزيز قيمة المعلم ومكانته، باعتباره حجر الزاوية في بناء أجيال واعية ومتعلمة.

وأشاروا إلى أن حماية المعلم ليست مسؤولية جهة واحدة، بل مسؤولية مجتمعية مشتركة، تتطلب تضافر الجهود من الدولة والأسرة والمؤسسات التربوية والإعلامية على حد سواء.

خبير تربوي: العنف المدرسي ظاهرة خطيرة تمس جميع عناصر التعليم.. وهذه 8 حقائق عنها

أكد الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي، أن ظاهرة العنف المدرسي تُعد واحدة من أخطر الظواهر السلبية التي تفاقمت في الآونة الأخيرة، وأصبحت تمس جميع أطراف العملية التعليمية، من معلمين وطلاب وإدارات، حتى باتت الشكاوى بشأنها شبه يومية.

وأوضح "شوقي" أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير في سرعة رصد هذه الحوادث، وأعطت انطباعًا بانتشارها بصورة أوسع، رغم أن الظاهرة موجودة منذ سنوات طويلة.

وأشار إلى أن هناك 8 حقائق حول ظاهرة العنف المدرسي، وأولهم أن الظاهرة ليست جديدة، لكن مواقع التواصل سرّعت كشفها وسلّطت الضوء عليها أكثر، ومنها القضاء التام على العنف مستحيل، ولكن يمكن العمل على تقليله قدر الإمكان، بالإضافة إلى الانطباع بازدياد الظاهرة أحيانًا يكون خادعًا بسبب زيادة أعداد الطلاب سنويًا.

وأضاف أن مسببات العنف تختلف من طالب لآخر، حتى وإن تشابه السلوك، وأن العنف له أشكال متعددة، منها اللفظي والبدني والنفسي، متابعًا رصد تلك الحقائق بقوله علاج العنف يبدأ بفهم أسبابه أولًا، ثم وضع خطة لمعالجتها، وأن العقاب وحده لا يحل المشكلة، بل قد يزيد من تفاقمها لدى بعض الطلاب، فضلًا عن أن العنف أكبر عائق أمام نجاح العملية التعليمية، لأنه يخلق بيئة غير آمنة ومتوترة.

تابع مواقعنا