استشهد وهو يرتدي سترته الصحفية.. صالح الجعفراوي يوثق الحقيقة حتى اللحظة الأخيرة
بالتزامن مع تأكيد خبر استشهاد الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورًا مؤلمة تُظهر لحظة سقوطه وهو يرتدي السترة الصحفية التي لازمته في كل تغطية ميدانية، شاهدًا على التزامه بنقل الحقيقة حتى اللحظة الأخيرة.
سترة الصحفي صالح الجعفراوي
كان الجعفراوي قد استُشهد أثناء تغطيته الاشتباكات الدائرة في مدينة غزة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، رغم وقف إطلاق النار ومغادرة عدد من آليات الاحتلال للقطاع.

ورغم الخطر الداهم، واصل الجعفراوي عمله الصحفي مرتديًا سترته الصحفية حتى اللحظات الأخيرة من حياته، في مشهدٍ يلخّص شجاعة الكلمة الحرة في وجه الرصاص.
من هو الصحفي صالح الجعفراوي بعد استشهاده؟
يُعد صالح الجعفراوي 25 عامًا واحدًا من أبرز الوجوه الصحفية الشابة في غزة، والذي لمع اسمه خلال الحرب الأخيرة بفضل شجاعته في توثيق الأحداث من قلب الميدان.
ولم يكن معروفًا قبل اندلاع الحرب في أكتوبر الماضي، لكنه تحوّل خلال أشهر قليلة إلى رمزٍ للإعلام الميداني المقاوم، وواحد من أكثر الصحفيين تأثيرًا في نقل معاناة الفلسطينيين.
وارتبط اسمه بزميله الراحل أنس الشريف، وكان قريبًا منه في التغطيات الميدانية، وتميّز بأسلوبه الإنساني في التصوير والسرد، إذ كان يتنقّل بين المستشفيات والملاجئ والخيام والشوارع المدمّرة، موثّقًا القصص اليومية للمدنيين، بصوتٍ هادئ وكلماتٍ صادقة لامست قلوب الملايين.
وجمعت حساباته على منصات التواصل الاجتماعي ملايين المتابعين، وحققت مقاطع الفيديو التي نشرها انتشارًا واسعًا، حتى أصبحت مصدرًا رئيسيًا لمعرفة ما يجري في غزة لحظة بلحظة. ورغم محاولات الاحتلال للتشكيك في مصداقيته واتهامه بفبركة المحتوى، واصل الجعفراوي عمله بإصرار، مؤكدًا أن «الحقيقة لا تُخاف.
وبرحيل صالح الجعفراوي، يخسر المشهد الإعلامي الفلسطيني أحد أبرز وجوهه الميدانية، ويُضاف اسمه إلى قائمة طويلة من الصحفيين الذين دفعوا حياتهم ثمنًا للكلمة، مؤكدين أن الصحافة في فلسطين ليست مهنةً فحسب، بل رسالة نضال وصمود في وجه آلة الحرب والظلم




