في ذكرى ميلاده.. كيف حوّل فؤاد شفيق الألم إلى إبداع فني يبقى للأبد؟
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان القدير فؤاد شفيق، أحد روّاد التمثيل في مصر وبدايات السينما والمسرح العربي والذي امتاز بحضوره الوقور وأدائه المتزن، فكان قادرًا على تجسيد أدوار الأب، الموظف، الرجل الحكيم، أو حتى الشخصيات الكوميدية بخفة ظل نادرة لا تخلّ بجديته.
كشف جمال نجل فؤاد شفيق، في لقاء سابق، بدايات والده، مؤكدا أنه تعرض للكثير من العقبات في البداية من والده؛ بسبب منعه من دخول الفن حيث قال: بسبب حبه للفن والده نفاه إلى السودان؛ من أجل إبعاده عن فكرة التمثيل، ولما توفى والده رجع مصر واشتغل في التمثيل.
معلومات عن فؤاد شفيق
وُلد في 13 أكتوبر عام 1899، وكان اسمه الحقيقي محمد فؤاد شفيق، نشأ في حي الجمالية، وعُرف بأدائه الهادئ وأسلوبه الرصين الذي ميّزه بين أبناء جيله بعد وفاة والده، لم يتمكن من استكمال دراسته، وسافر إلى السودان حيث عمل كاتب حسابات في قسم الري، وهناك تزوّج للمرة الأولى قبل أن يعود إلى مصر عام 1924، ويتجه نحو الفن.

بدايات دخول فؤاد شفيق عالم الفن
وبمجرد عودته، انضم إلى عدد من الفرق المسرحية المرموقة، أبرزها فرقة جورج أبيض، ثم فرقة رمسيس بقيادة يوسف وهبي، الذي لعب دورًا محوريًا في انطلاقته السينمائية لاحقًا، وعرفه الجمهور لأول مرة من خلال أدواره المتنوعة على خشبة المسرح، قبل أن ينتقل إلى الشاشة الكبيرة حيث تألق في العديد من الأفلام الشهيرة.

كما شارك فؤاد في عدد كبير من الأعمال السينمائية، من أبرزها، نشيد الأمل، سلامة في خير، عروس النيل، غرام الأسياد، ودنانير. أجاد تجسيد أدوار الأب والموظف البسيط، ونجح في تقديم أدوار متنوعة تمزج بين الطابع الكوميدي والتراجيدي، مما جعله وجهًا مألوفًا ومحبوبًا لدى الجمهور.
نال تقدير الدولة عن مشواره الفني، حيث حصل على وسام من الملك محمد الخامس عام 1951، ووسام الفنون من الدرجة الأولى عام 1962، ترك الفنان بصمة قوية في تاريخ الفن المصري، وظل يُذكر كأحد الوجوه الأصيلة التي ساهمت في تأسيس صناعة السينما.
ورحل فؤاد شفيق عن عالمنا في 2 سبتمبر عام 1964، لكن أعماله لا تزال حاضرة، في أذهان كل محبيه وتخلد ذكراه وتُعيد عصرًا ذهبيًا من عصور الفن.
آخر أعمال الفنان فؤاد شفيق
تعٌد آخرأعماله مشاركته في مسرحيه سكة السلامة والتي تدورأحداثه حول أتوبيس يتوه بركابه في الصحراء، وتقدم المسرحية النماذج البشرية المتمثلة في ركاب الأتوبيس وأخطاء وذنوب كل راكب وعندما يوشكوا على الموت جوعًا وعطشًا، يعلن كل منهم توبته ويقرر اﻹصلاح من نفسه.



