اختراق طبي جديد قد يغيّر مستقبل علاج أمراض الكبد.. أطباء يكشفون
كشف العلماء اقتراب تحقيق تقدم طبي مهم بعد اكتشاف إمكانات دواءين شائعين في علاج أحد أكثر أمراض الكبد شيوعًا وخطورة، فيما أن مزيج دواء البيمافايبرات، المستخدم عادة لعلاج ارتفاع الكوليسترول، ودواء التيلميسارتان، الذي يُستخدم لخفض ضغط الدم، يمكن أن يعكس حالة مرض الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي MASLD، وهي حالة غير مرتبطة بتعاطي الكحوليات وتنتج عن تراكم الدهون داخل الكبد.
اختراق طبي جديد قد يغيّر مستقبل علاج أمراض الكبد
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، أوضح الباحثون أن تجاربهم على الفئران وسمك الزرد أظهرت أن الجمع بين العقارين يقلل بشكل كبير من تراكم الدهون في الكبد، كما يسهم في خفض مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية، وأكدت الدكتورة مارتا أليجريت من جامعة برشلونة أن هذا المزيج الدوائي لا يقتصر تأثيره على الكبد فقط، بل يساعد أيضًا على خفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول، مما يقلل من فرص الإصابة بأمراض القلب.
وأظهرت الدراسة أن تناول نصف جرعة من كل دواء كان بنفس فعالية الجرعة الكاملة من أي منهما على حدة، مما يشير إلى أن المزيج قد يكون خيارًا علاجيًا أكثر أمانًا وفعالية مقارنة بالعلاجات الحالية، موضحًا أن التيلميسارتان، المعروف بخصائصه المضادة للالتهابات والتليف، استعاد في المراحل المبكرة من المرض مستويات بروتين رئيسي في الكبد يعرف باسم PCK1، والذي يختفي عادة في حالات MASLD.
تأكيد فاعلية العلاج
ورغم النتائج الواعدة، أكد الفريق العلمي أن الدراسة أجريت على الحيوانات فقط، ما يعني أن هناك حاجة إلى تجارب سريرية بشرية لتأكيد فعالية العلاج، وقالت أليجريت: لكي نتمكن من ترجمة هذه النتائج إلى علاج فعلي، يجب إثبات أن التأثيرات المفيدة التي لاحظناها على النماذج الحيوانية تنطبق أيضًا على البشر.
وحذر الأطباء من أن مرض الكبد الدهني لم يعد مقتصرًا على كبار السن أو مدمني الكحول، إذ ارتفعت معدلاته بسرعة بين الشباب والأطفال، حيث تضاعفت الحالات خلال العقدين الماضيين، وتشير تقديرات مؤسسة الكبد البريطانية إلى أن المرض قد يصيب نحو واحد من كل خمسة بريطانيين، فيما يظل 80% من الحالات دون تشخيص بسبب غياب الأعراض الواضحة.
ويُعد MASLD من أكثر اضطرابات الكبد شيوعًا، ويرتبط غالبًا بالسمنة وارتفاع السكر وضغط الدم. وقد يتطور لدى ربع المصابين إلى شكل أكثر حدة يعرف باسم التهاب الكبد الدهني (MASH)، الذي قد يؤدي إلى تليف الكبد أو سرطان الكبد في الحالات المتقدمة، مما يجعل هذا الاكتشاف الطبي الجديد بارقة أمل لملايين المرضى حول العالم.
