بقعة شمسية غريبة تثير دهشة العلماء بسبب انحرافها المغناطيسي النادر
رصد العلماء بقعة شمسية تحمل الرمز AR4246، وتُعد من الحالات النادرة في علم الفلك، إذ أظهرت خصائص مغناطيسية غير معتادة تمامًا، حيث اتضح أن اتجاه المجال المغناطيسي فيها منحرف بزاوية تقارب 90 درجة عن الاتجاه الطبيعي للبقع الشمسية في النصف الشمالي من الشمس.
بقعة شمسية غريبة تثير دهشة العلماء بسبب انحرافها المغناطيسي النادر
ووفقًا للجمعية الفلكية بجدة، في الوضع المعتاد، تتبع البقع الشمسية ما يُعرف بـ قانون هيل، الذي يحدد ترتيب الأقطاب المغناطيسية (الموجبة والسالبة) بشكل ثابت في كل نصف من الكرة الشمسية، ويتبدل هذا الترتيب كل نحو 11 عامًا مع تغير الدورة الشمسية. فمثلًا، في النصف الشمالي يكون القطب السالب في الغرب والموجب في الشرق، بينما ينعكس الوضع في النصف الجنوبي.
لكن البقعة AR4246 خالفت هذا النمط تمامًا، إذ جاءت أقطابها منحرفة ومتعامدة تقريبًا على الاتجاه الطبيعي، ما يشير إلى اضطراب داخلي عميق في التيارات المغناطيسية الصاعدة من باطن الشمس، وهو ما يجعلها حالة استثنائية في الرصد الشمسي.
جعل هذا الالتواء الشديد في الحقل المغناطيسي البقعة غير مستقرة، ما أدى إلى سلسلة من التوهجات الشمسية المتوسطة من الفئة (M) سجلت يوم 13 أكتوبر 2025، يُعتقد أن بعضها تسبب في انبعاثات كتلية إكليلية توجه بعضها نحو الأرض.
ورغم أن أيًّا من هذه الانبعاثات لا يُتوقع أن يُحدث عاصفة جيو مغناطيسية قوية، إلا أن تأثيرها التراكمي قد يؤدي إلى اضطرابات خفيفة في الاتصالات اللاسلكية ونظام تحديد المواقع (GPS)، وربما ظهور الشفق القطبي في المناطق القريبة من القطبين خلال الأيام المقبلة.
ويجري حاليًا تحليل البيانات عبر نماذج محاكاة متقدمة لتحديد تأثير هذه الانبعاثات بدقة. ويؤكد الخبراء أن مثل هذه الظواهر تمثل فرصة علمية نادرة لدراسة كيفية تشكّل التواءات الحقول المغناطيسية في الشمس، ودورها في إنتاج الانفجارات الشمسية العنيفة التي قد تؤثر في كوكب الأرض.
