ترامب يشيد بـ قوة الأمن المصري.. وعصفور وسفروت وصدام يؤكدون
محسوب، وعصفور، وصدام، وسفروت.. أسماء حركية لخارجين على القانون، ظنّوا أن بإمكانهم تشكيل عصابات لتجارة المخدرات والسلاح، وفرض السيطرة وترويع المواطنين. لكنهم انتهوا سريعًا لأنه في مصر لا صوت يعلو فوق صوت الأمن والحق والأمان.
ففي زمن تتعالى فيه أصوات الفوضى والجريمة في كثير من دول العالم، تبقى مصر نموذجًا مغايرًا في معادلة الأمن، إذ نجحت خلال السنوات الأخيرة في بسط السيطرة الأمنية وإحكام قبضتها على الجريمة، حتى أصبحت ملاحظة الأمان واحدة من أولى الانطباعات التي تترسخ في أذهان القادمين إليها.
الشرطة المصرية، التي أشاد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قمة السلام بشرم الشيخ بقوله: "لديكم معدل جريمة منخفض بعكس أمريكا"، أثبتت على الأرض أنها ليست مجاملة دبلوماسية، بل حقيقة تُترجمها المداهمات اليومية والضربات الاستباقية، وفي عالم الصحفية تظل الأرقام والإحصاءات هي المؤشر والدليل الأقوى.
شهادة ترامب ليست جملة عابرة، لكنها في جوهرها اعتراف دولي صريح بقوة المنظومة الأمنية المصرية، وبقدرتها على فرض الاستقرار في محيطٍ إقليمي مضطرب.
ولأن الأرقام لا تكذب، وحسب مقارنة لـ NationMaster بين مصر والولايات المتحدة، فإن معدل القتل العمد في مصر ُقدَّر بحوالي 1.24 لكل 100،000 نسمة، بينما في الولايات المتحدة يُقدَّر بـ 4.7 لكل 100،000 نسمة، ما يعني أن معدل القتل في أمريكا أعلى بأربع مرات تقريبًا من مصر في هذا المؤشر.
هذه المقارنة التي تدعم فكرة أن مصر أفضل في مؤشر انخفاض الجريمة، لكن حين تأتي الإشادة من رئيس دولة مثل الولايات المتحدة - التي تواجه معدلات جريمة مرتفعة رغم وفرة الإمكانيات - فإنها تعكس إدراكًا عالميًا بأن الأمن في مصر لم يعد مجرد شعارًا أو أملًا، بل أصبح واقعًا ملموسًا.
شهادة ترامب لم تأتِ من فراغ، بل من واقعٍ ميدانيٍّ متكامل يبدأ من بوابة مصر الأولى، مطار القاهرة الدولي، وقوة رجال البحث فيه، ويمتد حتى أصغر قسم شرطة في أقصى القرى الحدودية، في منظومة متطورة تقودها وزارة الداخلية برؤية حديثة جعلت الأمن المصري واحدًا من أكثر الأجهزة جاهزية واحترافًا في المنطقة.
منذ اللحظة الأولى التي تطأ فيها قدماك أرض مطار القاهرة، تدرك أن الأمن هنا ليس مظهرًا بل نظام حياة.
انضباط رجال الشرطة، دقة الإجراءات، وحُسن التنظيم كلها مؤشرات على دولة تعرف قيمة الأمن وتقدّمه في صدارة أولوياتها، فبات المطار عنوانًا وواجهة حضارية، بل رمزًا لليقظة الأمنية، حيث تمّ إدخال أنظمة مراقبة بيومترية وكاميرات ذكية وربطها بغرفة عمليات مركزية تُدار لحظة بلحظة، بما يضمن السيطرة الكاملة على حركة الدخول والخروج.
هذه الصورة التي يراها السائح أو المستثمر عند دخوله البلاد، هي نفسها التي تتكرر عبر كل المنافذ الحيوية والطرق السريعة ومديريات الأمن، في مشهد يعكس تكامل المنظومة الشرطية على امتداد الدولة.
في القاهرة والجيزة والإسكندرية، كما في أسوان وشمال سيناء، تسير المنظومة الأمنية اليوم وفق خطة موحدة تقوم على ثلاثة محاور رئيسية:
العمل الاستباقي عبر جمع وتحليل المعلومات الأمنية قبل وقوع الجريمة.
الانتشار الميداني المنضبط عبر الدوريات الثابتة والمتحركة.
الربط التكنولوجي، بين القطاعات الأمنية لضمان سرعة الاستجابة لأي تهديد.
لقد تحولت مديريات الأمن من مجرد مقار تنفيذية إلى مراكز قيادة ذكية تدير عملياتها رقميًا، وتستخدم تقنيات المراقبة الحديثة، وهو ما جعل السيطرة الأمنية أكثر فاعلية واحترافية.
ولعل الحدث الأمني الأبرز خلال الأيام الماضية، هو حفل خريجي كلية الشرطة الأخير، والذي شهد تطورات هائلة وكشف عن قدرات بمقاييس عالمية لرجل الشرطة حيث أكد خلاله اللواء محمود توفيق وزير الداخلية أن رجال الشرطة أصبحوا أكثر جاهزية وكفاءة في مواجهة كافة أشكال الجريمة.
هذه الكلمات كانت بمثابة إعلان جاهزية وطنية، ترجمتها الوقائع اليومية في الشارع المصري، ضبط عصابات، ملاحقة عناصر إجرامية، تفكيك شبكات مخدرات، ومكافحة الجريمة الإلكترونية، ولعل الأهم من ذلك هو التطور النوعي في التدريب فخريجو كلية الشرطة اليوم مؤهلون علميًا وتقنيًا لمواجهة جرائم العصر الحديث، من الهجمات السيبرانية إلى جرائم غسيل الأموال.
من بوابة مطار القاهرة ومنافذ الدولة المصرية، إلى آخر كمين في حدود رفح أو السلوم، يقف الأمن المصري يقظًا، منضبطًا، ومؤهلًا فلم تعد فكرة الأمن تعني فقط الرد على الجريمة، بل الوقاية منها قبل وقوعها، وهو ما يميز دولة تعرف أن استقرارها هو شرط وجودها وازدهاراها وتقدمها.
استطاعت مصر أن تصنع لنفسها هوية أمنية تُحترم وتُذكر بإعجاب، بجهد رجالها وبعقيدة أمنية حديثة ترى أن حماية المواطن ليست واجبًا فقط، بل شرفًا لا يُقدّر بثمن.







