محكمة أمريكية تمنع مجموعة NSO الإسرائيلية من تثبيت برامج تجسس على واتساب.. وتحذير لشركة ميتا
قضت محكمة أمريكية في سان فرانسيسكو الجمعة بمنع شركة التجسس الإسرائيلية إن إس أو جروب من استهداف مستخدمي تطبيق واتساب، لكنها خفّضت قيمة التعويضات التي كانت قد حُددت في المحاكمة من 168 مليون دولار إلى 4 ملايين دولار فقط، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
شركة تجسس إسرائيلية
وقالت القاضية فيليس هاميلتون إن سلوك الشركة لا يرقى إلى مستوى الخطورة البالغة الذي يبرّر الحكم بالتعويض الكامل الذي أوصت به هيئة المحلفين، لكنها أوضحت في حكمها، الذي اطلعت عليه وكالة الأنباء الفرنسية، أن المحكمة خلصت إلى أن تصرفات الشركة تسبب ضررا لا يمكن إصلاحه، مضيفة أن استمرار تلك الممارسات يجعل من الضروري إصدار أمر قضائي لصالح شركة ميتا، المالكة لواتساب، لمنع إن إس أو من استخدام أساليب التجسس على مستخدمي التطبيق.
من جانبه، رحب مدير واتساب ويل كاثكارت بالحكم، قائلا إن القرار يضع حدا نهائيا لمحاولات الشركة الإسرائيلية استهداف مستخدمي واتساب حول العالم، مضيفا أن هذه الخطوة جاءت بعد 6 سنوات من التقاضي لمحاسبة الشركة على استهدافها لأفراد من المجتمع المدني.
وأظهرت الأدلة خلال المحاكمة أن إن إس أو جروب قامت بعكس هندسة شيفرة واتساب لتثبيت برامج تجسس على أجهزة المستخدمين بشكل خفي، وأنها أعادت تصميم البرمجيات مرارًا لتفادي اكتشافها وتجاوز إجراءات الأمان التي يطورها واتساب.
وتعود الدعوى القضائية إلى عام 2019، حيث اتهمت ميتا الشركة الإسرائيلية بتنفيذ عمليات تجسس إلكتروني استهدفت صحفيين ومحامين ومدافعين عن حقوق الإنسان وآخرين يستخدمون تطبيق التراسل المشفر.
ورأت القاضية أن التعويض الذي منحته هيئة المحلفين في وقت سابق كان مبالغًا فيه، موضحة أنه لا توجد حتى الآن سوابق كافية تتعلق بالتجسس الإلكتروني في عصر الهواتف الذكية تتيح للمحكمة اعتبار سلوك الشركة شديد الخطورة.
وأضافت أنه مع مرور الوقت قد يتبلور توافق اجتماعي أوسع بشأن مدى قبول مثل هذا السلوك.
وتأسست إن إس أو جروب عام 2010 على يد الإسرائيليين شاليف هوليو وعُمري لافي، وتتخذ من مدينة هرتسليا القريبة من تل أبيب مقرًا لها، وذكرت منصة تيك كرانش أن مجموعة استثمارية أمريكية استحوذت حديثًا على حصة السيطرة في الشركة.
وتُعرف إن إس أو بتطوير برنامج التجسس الشهير بيجاسوس، القادر على تشغيل كاميرا الهاتف المحمول وميكروفونه والوصول إلى بياناته، ما يجعله أداة مراقبة متكاملة.
وقالت الدعوى إن الشركة حاولت اختراق نحو 1400 جهاز مستهدف ببرمجيات خبيثة بغرض سرقة معلومات حساسة، عبر محاكاة حركة البيانات الشرعية لتطبيق واتساب بهدف إرسال أكواد ضارة تتيح السيطرة على الأجهزة.
وربطت تقارير خبراء مستقلين استخدام برنامج بيجاسوس بدول ذات سجل سيء في مجال حقوق الإنسان، فيما تؤكد الشركة الإسرائيلية أنها تبيع برامجها فقط للحكومات بهدف مكافحة الجريمة والإرهاب.
