استشاري نفسي يكشف الأسباب النفسية وراء الجريمة البشعة التي ارتكبها صغير الإسماعيلية
شهدت مصر في الآونة الأخيرة تزايدًا مقلقًا في جرائم يرتكبها أطفال لم يتجاوزوا الخامسة عشرة من عمرهم، وهو ما يعكس أزمة حقيقية في منظومة التنشئة والتربية داخل بعض الأسر، حيث تلعب البيئة المحيطة دورًا محوريًا في تشكيل سلوك الطفل وتحديد ردود أفعاله.
وفي واقعة صادمة، أقدم طفل يبلغ من العمر 13 عامًا على استدراج زميله إلى منزله، قبل أن يستخدم منشار والده في تنفيذ جريمته البشعة، وهو ما أثار تساؤلات واسعة حول الأسباب، التي تدفع الأطفال إلى هذا المستوى من العنف.
استشاري نفسي يكشف الأسباب النفسية وراء الجريمة البشعة التي ارتكبها صغير الإسماعيلية
وفي تعليقٍ على الجانب النفسي للواقعة، أوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن جذور مثل هذه الجرائم ترجع بالأساس إلى أسلوب التربية داخل الأسرة، مشددًا على أهمية متابعة الوالدين الدائمة لتصرفات أبنائهم، ومراقبة نوعية المحتوى الذي يتعرضون له عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، لما له من تأثير مباشر على سلوكياتهم.
وأضاف أن العوامل المكوّنة لشخصية الطفل في هذه المرحلة العمرية تتوزع بين الوراثة بنسبة 10%، والخبرات الحياتية بنسبة 10%، بينما تشكل التربية 80% من شخصية الطفل.
وأشار إلى أن الأب يمثل مصدر الأمان والثقة والعاطفة للطفل، في حين تُعد الأم الركيزة الأساسية في عملية التربية، فهي أول من يتعامل مع الطفل وتغرس فيه المبادئ والأخلاق منذ الصغر، مؤكدًا أن غياب دور الأم الفاعل يؤدي إلى انهيار المنظومة القيمية للطفل واضطراب مشاعره وسلوكه.
وعن أفضل طريقة للتعامل مع الطفل العدواني، نصح جمال فرويز بضرورة استخدام العاطفة الصادقة وغير المفروضة في التواصل معه، بحيث يشعر الطفل بالقبول والاحتواء، لأن المشاعر الإيجابية تلعب دورًا أساسيًا في تقوية الروابط بين الطفل ووالديه، وتساهم في تهذيب سلوكه وتحسين استجابته للتوجيه.
