وسط تراجع التطعيمات.. زيادة جديدة في حالات السعال الديكي بأمريكا
أعلن خبراء الصحة الأمريكية، أن ولاية فلوريدا الأمريكية تشهد ارتفاعًا جديدًا في عدد الإصابات بمرض السعال الديكي، أحد الأمراض التي كانت قد اختفت تقريبًا منذ عدة سنوات، وذلك في ظل انخفاض معدلات التطعيم وقرار الولاية الأخير بحظر إلزام الأطفال بتلقي اللقاحات الأساسية، وفقًا لما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وبحسب بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، سجلت ولاية فلوريدا 1295 حالة إصابة بالسعال الديكي، أي بزيادة بلغت 81% مقارنة بعدد الحالات المسجلة خلال عام 2024 بأكمله، وأشارت الأرقام إلى أن حالات الإصابة على مستوى الولايات المتحدة ارتفعت ستة أضعاف خلال العام الماضي، ما يعكس تراجعًا في المناعة الجماعية ضد المرض.
مرض خطير يهدد الرضع والأطفال
وأكد الأطباء أن السعال الديكي الناتج عن بكتيريا بورديتيلا بيرتوسيس (Bordetella pertussis) من أشد الأمراض التنفسية عدوى، ويمثل خطرًا كبيرًا على الرضع والأطفال الصغار الذين قد يصابون بمضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي، والتشنجات، وتلف الدماغ، بل والوفاة في بعض الحالات.
حتى في الحالات غير المميتة، يمكن أن يسبب المرض نوبات سعال حادة ومستمرة تؤدي إلى كسور في الأضلاع أو القيء وصعوبة في النوم لدى الأطفال الأكبر سنًا والبالغين.
انخفاض خطير في معدلات التطعيم
رغم توفر لقاح Tdap (الذي يقي من التيتانوس والدفتيريا والسعال الديكي) بفعالية تصل إلى 98% لدى الأطفال، إلا أن نسب التطعيم تراجعت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، فقد انخفضت نسبة التطعيم بين أطفال رياض الأطفال في الولايات المتحدة خلال العام الدراسي 2024-2025 إلى 92% فقط، مقارنة بـ 95% في عام 2019، وهي النسبة المطلوبة لتحقيق مناعة القطيع.
أما في فلوريدا، فانخفضت معدلات التطعيم ضد السعال الديكي إلى 90.6% فقط، وهو أدنى مستوى منذ عشر سنوات، بحسب الإحصاءات الرسمية.
وقالت الدكتورة تارا ويليامز، طبيبة الأطفال في كلية أورلاندو للطب العظمي: نحن نخلق مستنقعًا من الجراثيم يمكن لأطفالنا أن يسيروا فيه، ويأتي هذا التدهور في معدلات التحصين بعد إعلان الجراح العام لفلوريدا، جوزيف لادابو، عن قرار حظر جميع لقاحات الأطفال، بما في ذلك لقاحات السعال الديكي وشلل الأطفال والحصبة والتهاب الكبد وكوفيد-19، واصفًا هذه اللقاحات بأنها خاطئة ومليئة بالازدراء.
فعالية اللقاح والتحديات الجديدة
وحذرت مراكز CDC من أن البكتيريا المسببة للمرض أصبحت تتحور بمرور الوقت، مما قد يؤدي إلى قدرتها على التهرب جزئيًا من اللقاح، ما يجعل التطعيم الدوري أكثر أهمية من أي وقت مضى.
فيما يبدأ السعال الديكي عادة بأعراض تشبه نزلات البرد مثل سيلان الأنف والسعال الخفيف، ثم يتطور إلى سعال عنيف ومزعج قد يمنع المريض من التقاط أنفاسه، وأضاف الدكتور ماركوس ميستري، كبير مسؤولي العمليات السريرية في نظام نيكولاس لصحة الأطفال في ميامي، إن المستشفيات لاحظت خلال العام الماضي زيادة في حالات السعال الديكي الوافدة إلى أقسام الطوارئ، خصوصًا بين الأطفال.
