دراسة: لقاح القوباء المنطقية يحمي من أمراض القلب والخرف ويقلل خطر الوفاة المبكرة
كشفت دراسة أمريكية حديثة، فوائد جديدة وغير متوقعة للقاح القوباء المنطقية، إذ تبين أنه لا يقتصر فقط على الوقاية من الطفح الجلدي المؤلم الذي يسببه الفيروس، بل يمتد تأثيره الإيجابي إلى حماية القلب والدماغ وتقليل معدلات الوفاة بين البالغين فوق سن الخمسين.
لقاح القوباء المنطقية يحمي من أمراض القلب والخرف ويقلل خطر الوفاة المبكرة
الدراسة، التي عُرضت خلال مؤتمر IDWeek السنوي في أتلانتا، أوضحت أن الأشخاص الذين تلقوا اللقاح سجلوا نسبًا أقل بكثير من الإصابة بأمراض خطيرة مقارنة بغير الملقحين، حيث أظهرت النتائج، انخفاض خطر الخرف المرتبط بتدفق الدم في الدماغ بنسبة 50%، وانخفاض خطر جلطات الدم بنسبة 27%، تراجع احتمالية النوبات القلبية أو السكتات الدماغية بنسبة 25%، تقليل خطر الوفاة المبكرة بنسبة 21%.
وأوضح الدكتور علي دهقاني، الباحث الرئيسي وأستاذ الطب الباطني بجامعة "كيس ويسترن ريزيرف" في كليفلاند، أن القوباء المنطقية ليست مجرد طفح جلدي، بل قد تكون مؤشرًا على اضطرابات خطيرة في القلب والدماغ، مشيرًا إلى أن اللقاح يوفر حماية مزدوجة للجسم ويقلل من هذه المخاطر، خاصة لدى من يعانون عوامل خطر سابقة.
واعتمد الباحثون في دراستهم على تحليل بيانات أكثر من 174 ألف شخص بالغ من مختلف الأنظمة الصحية في الولايات المتحدة، وقارنوا بين من تلقوا اللقاح ومن لم يتلقوه، وخلصوا إلى أن اللقاح لا يمنع العدوى الفيروسية فحسب، بل يساهم في الوقاية من مضاعفاتها الخطيرة المرتبطة بالأوعية الدموية والجهاز العصبي.
ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يُوصى بإعطاء جرعتين من لقاح القوباء المنطقية لجميع البالغين فوق سن الخمسين، حتى وإن لم يتأكدوا من إصابتهم السابقة بجدري الماء، نظرًا لأن أكثر من 99% من الأشخاص المولودين قبل عام 1980 سبق أن أصيبوا به دون علمهم.
ويشير الخبراء إلى أن فيروس الحماق النطاقي المسبب لجدري الماء يظل كامنًا في الجسم لعقود، وقد يُعاد تنشيطه لاحقًا بسبب التوتر أو ضعف المناعة، مما يؤدي إلى القوباء المنطقية، وهي حالة مؤلمة وشائعة بين كبار السن.



