في ذكرى ميلاده.. كيف عبّر عبد المنعم إبراهيم عن مأساة إحالة الفنانين إلى المعاش؟
تحل اليوم الجمعة، ذكرى ميلاد الفنان الكبير عبد المنعم إبراهيم، أحد أبرز رموز الكوميديا في تاريخ السينما والمسرح المصري، وصاحب البصمة الفريدة التي جمعت بين خفة الظل والصدق الإنساني، فهو الفنان الذي أضحك أجيالًا بموهبته الفطرية وأدائه البسيط، وترك إرثًا فنيًا خالدًا لا يزال حاضرًا في ذاكرة عشاق الفن حتى اليوم.
عبد المنعم إبراهيم عن إحالة الفنانين إلى المعاش
سبق وتحدث الفنان الراحل في تصريحات صحفية عن عشقه العميق للمسرح، الذي اعتبره بيته الأول ومدرسته الحقيقية، وفي آخر لقاء له في بروفات مسرحية 5 نجوم، قال: حكاية إحالة الفنان إلى المعاش دي صعبة قوي مأساة صحيح الفنان ممكن يشتغل، لكن قرار الإحالة في حد ذاته مؤلم جدًا وصعب على أي فنان، الفنان أكبر من أي قرار ما دام عطاؤه الفني مستمر، لكن برضه، قرار الإحالة ده زي الرصاصة القاتلة، تخترق مشاعر وأحاسيس الفنان بقسوة ووحشية.

أما عن رأيه في حال مسرح الدولة بعد سنوات طويلة من العمل، فأجاب بأسى: خسارة مسرح الدولة لم يعد كما كان القيم والتقاليد بتاعة زمان انتهت خلاص.. فين حب المسرح؟ فين التفاني والإخلاص والالتزام؟ للأسف القيم المادية طغت على كل شيء.

وتابع الفنان عبد المنعم إبراهيم: أنا مؤمن إن عظمة الأمم والشعوب تُقاس بحبها للمسرح وتفاعلها معاه، لأن المسرح مدرسة الشعب، علم وثقافة وتوعية.
من هو عبد المنعم إبراهيم؟
ولد عبد المنعم إبراهيم محمد حسن الدُغبشي في 24 أكتوبر عام 1924 بمدينة بني سويف، بينما تعود أصول أسرته إلى قرية ميت بدر حلاوة بمحافظة الغربية، حصل على دبلومة من المدارس الصناعية ببولاق، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج عام 1949، لينضم بعد ذلك إلى فرقة المسرح الحديث تحت إشراف الفنان الكبير زكي طليمات، حيث شارك في عدد من المسرحيات مثل مسمار جحا وست البنات.

بدأ عبد المنعم إبراهيم مسيرته الفنية على خشبة المسرح قبل أن ينتقل إلى السينما، ليصبح أحد أبرز نجوم الكوميديا في تاريخها، تميز بأدائه العفوي القادر على انتزاع الضحك دون مبالغة، وبقدرته على المزج بين الكوميديا والمشاعر الإنسانية الصادقة.

أعمال عبد المنعم إبراهيم
من أبرز أعماله السينمائية سر طاقية الإخفاء الذي جسّد فيه شخصية عصفور، وفيلم إشاعة حب بدور محروس، إضافة إلى مشاركته المميزة في أفلام مثل الزوجة رقم 13 وبين القصرين وغيرها من الأعمال التي لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور.
عُرف عبد المنعم إبراهيم بموهبته الكبيرة وتنوعه الفني، وانتقل بسلاسة بين المسرح والسينما والتليفزيون، وترك بصمة قوية في جميع المجالات، كان يتمتع بروح مرحة وطيبة قلب جعلت زملاءه والجمهور يلقبونه بـ الممثل الضاحك الباكي، إذ عاش حياة مليئة بالمآسي رغم ابتسامته الدائمة.



