خبير أثري: المتحف المصري الكبير شاهد على براعة المصري القديم والمعاصر معا
قال الدكتور علي أبو دشيش، خبير الآثار المصرية والمستشار الإعلامي للدكتور زاهي حواس، إن المتحف المصري الكبير يُعد معجزة حضارية ومعمارية على أعتاب الأهرامات، تُعيد مصر إلى قلب التاريخ، وتُبرهن على أن المصريين قادرون على صناعة المستقبل كما صنع أجدادهم في الماضي.
وأضاف خبير الآثار المصرية، في تصريحات، أن المتحف يقف شامخًا على مشارف هضبة الجيزة كأكبر مشروع ثقافي وأثري في العالم، مشيرًا إلى أن تصميمه ومحتواه يجعلان الزائر يعيش تجربة فريدة تجمع بين العظمة المادية والرهبة الرمزية، حيث تتلاقى أنفاس الماضي مع نبض الحاضر، متابعًا: المسلة المعلقة في مدخل المتحف وهي الأولى من نوعها في العالم، وتُعد بوابة رمزية للزمن، يعلوها خرطوش يحمل اسم الملك رمسيس الثاني، وكأنها ترفع مجد مصر القديمة نحو السماء لتُعلن ميلاد مجدها الحديث.
وأوضح أن البهو العظيم داخل المتحف، الذي يتصدره تمثال رمسيس الثاني بارتفاع يتجاوز 11 مترًا، لا يُعد مجرد قاعة استقبال، بل مقدمة روحية لحكاية مصر عبر آلاف السنين، تحيط به قطع أثرية نادرة تمثل مختلف عصور الحضارة المصرية، مؤكدًا أن القاعات الداخلية صُممت بأسلوب علمي متطور يجعل الزائر يسافر عبر الزمن، متنقلًا بين مراحل تطور الفكر المصري في الدين والفن والعمارة والعلوم والحياة اليومية، من الدولة القديمة حتى نهاية العصور الفرعونية.
قاعة الملك توت عنخ آمون
وفي حديثه عن قاعة الملك توت عنخ آمون، وصفها "أبو دشيش" بأنها جوهرة المتحف وأيقونة الحضارة المصرية، حيث تُعرض المجموعة الكاملة للملك الذهبي لأول مرة في التاريخ، والتي تضم أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية من بينها القناع الذهبي والعربات الملكية والعرش والمقتنيات اليومية، معلقًا: القاعة صُممت بإضاءة ذهبية خافتة تحاكي أجواء المقبرة الأصلية في وادي الملوك، لتمنح الزائر تجربة تحاكي لحظة اكتشاف هوارد كارتر للمقبرة عام 1922.
كما أشار إلى أن المتحف يحتضن متحف مركب خوفو الذي يضم سفينة الشمس العظيمة بعد نقلها في واحدة من أدق وأعقد عمليات النقل الأثري في التاريخ، لتُعرض اليوم في قاعة حديثة تطل على الأهرامات وتضم أحدث أنظمة الحفاظ البيئي، في مشهد يجمع بين عبقرية المصري القديم وإبداع المصري الحديث.
ولفت "أبو دشيش" إلى أن المتحف لا يقتصر على العرض، بل يمثل مركزًا علميًا عالميًا، إذ يضم أكبر مركز ترميم في الشرق الأوسط مزودًا بمعامل متخصصة لترميم الأخشاب والمومياوات والمعادن والنسيج والبردي، يعمل بها خبراء مصريون أصبحوا من رواد علم الترميم عالميًا.
وأضاف أن المتحف يضم أيضًا مكتبة أثرية متخصصة، ومركزًا للمؤتمرات والمعارض، وصالات عرض مؤقتة للتعاون مع كبرى المتاحف العالمية، ليُصبح مركز إشعاع ثقافي عالمي يربط بين الماضي والمستقبل، مؤكدًا أن التصميم المعماري للمتحف استلهم خطوطه من الأهرامات، لتندمج واجهته الزجاجية الضخمة مع ألوان الصحراء في مشهد بصري مهيب يربط بين الحاضر والماضي، ويجعل المتحف امتدادًا طبيعيًا للمشهد الأثري في الجيزة.




