العجلات الذهبية لتوت عنخ آمون.. أسرار القوة والموت في قاعة العرض بالمتحف المصري الكبير
تعرض قاعة الملك توت عنخ آمون، بعد افتتاح المتحف المصري الكبير رسميًا في 1 نوفمبر، واحدة من أكثر القطع الأثرية إثارة وغموضًا في تاريخ الفراعنة، وهي العجلات الحربية المذهبة للملك توت عنخ آمون، وعددها 6 عجلات وتُعرض ضمن مقتنيات جناح الملك الشاب داخل قاعة العرض الملكية.
العجلات الحربية للملك توت عنخ آمون
تُعد هذه العربات الست رمزًا واضحًا للقوة والهيبة الملكية، حيث صُنعت بعناية فائقة من الخشب المذهب وزُينت بزخارف دقيقة تعكس براعة الحرفيين في عصر الدولة الحديثة. إلا أن المفاجأة تكمن في أن إحدى هذه العربات أظهرت آثار تلف ميكانيكي واضح، ما رجّح لدى بعض الباحثين أنها كانت السبب في إصابة أو وفاة الملك نفسه، وفقًا لنظرية ترجّح أن توت عنخ آمون لقي حتفه في حادث عربة حربية.
وصف العجلات الحربية للملك توت عنخ آمون
وفي تصريحات سابقة لـ القاهرة 24، أوضح مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، أن عدد العربات الخاصة بتوت عنخ آمون التي يعرضها المتحف الكبير يبلغ نحو 6 عربات حربية، أغلبها مصنوعة من الخشب المذهب، مؤكدًا أن لكل منها طابعًا فنيًا ووظيفة مختلفة، سواء كانت مخصصة للمواكب الملكية أو للصيد أو للاستخدام الحربي.
وأضاف شاكر أن العجلة الحربية كان لها تاريخ طويل قبل عصر توت عنخ آمون، إذ استخدمت كسلاح في وجه المصريين القدماء من قِبل الهكسوس عام 1650 قبل الميلاد، وكانت تمثل عنصر تفوق عسكري كبير. ومع مرور الزمن، تحولت من آلة حرب إلى رمز ملكي ووسيلة تنقل راقية، خاصة للملوك والطبقات العليا في المجتمع المصري، كما يتجلى ذلك في النقوش التي تزين جدران المعابد المصرية القديمة.
وتُعد عربات توت عنخ آمون من بين أندر وأكمل النماذج الباقية من العربات الحربية المصرية، وتكشف عن مدى التطور الفني والهندسي الذي وصل إليه المصري القديم، حيث جمع بين المتانة والرشاقة في التصميم، ما جعلها بحق إحدى أيقونات المتحف المصري الكبير وأحد أسرار الملك الصغير التي لم تكشف كل خيوطها بعد.


