عالم من هارفارد يثير الجدل.. هل يكون الجسم 3I/ATLAS مركبة فضائية من حضارة أخرى؟
أعاد فريق من العلماء المرتبطين بجامعة هارفارد إثارة الجدل العلمي حول احتمال وجود تكنولوجيا فضائية غير أرضية، بعدما لاحظوا سلوكًا غامضًا لجسم فضائي يُعرف باسم 3I/ATLAS، وهو ثالث جسم بين نجمي يتم رصده في تاريخ البشرية.
وهذا الجسم، الذي يمر حاليًا عبر نظامنا الشمسي، أثار حيرة علماء الفلك بعد أن أظهر سلوكًا غير متوقع يخالف القوانين الفيزيائية المعروفة.
سلوك غامض يخالف المنطق العلمي
رصد العلماء أن الجسم 3I/ATLAS أطلق انبعاثات مادية باتجاه الشمس، بدلا من الاتجاه المعاكس كما يحدث عادة مع المذنبات، وهو ما يُعرف بظاهرة الذيل المعاكس أو anticone.
لكن بعد أسابيع قليلة، تغيّر شكل الانبعاثات بشكل كامل، لتبدو مثل ذيل مذنب طبيعي، ما جعل العلماء يصفون سلوكه بأنه “مربك وغير مفهوم”.
والعالم آفي لوب، أستاذ الفيزياء الفلكية في جامعة هارفارد، والمعروف بنظرياته الجريئة حول الجسم بين النجمي الشهير 'Oumuamua'، أشار في مدونته على Medium إلى أن هذه التغيرات في الحركة قد تكون نتيجة لمناورة كبح مقصودة، أي أن الجسم ربما خفّض سرعته عمدًا، وهو احتمال لا يمكن تفسيره ضمن النماذج الفلكية المعروفة حتى الآن.
تركيبة معدنية غريبة لا مثيل لها في الطبيعة
أظهرت التحليلات أن 3I/ATLAS يتكون من سبيكة نقية تقريبًا من النيكل مع نسبة ضئيلة جدًا من الحديد، وهو تركيب معدني لم يُرصد من قبل في أي جرم طبيعي.
وتُقدّر كتلته بنحو 33 مليار طن، كما لوحظ أنه يبعث بخار ماء من مسافة بعيدة عن الشمس، حيث يُفترض أن الجليد في هذه المسافة يبقى صلبًا، لا يتبخر.
ويُقدّر عمر هذا الجسم بحوالي 10 مليارات سنة، ما يجعله أقدم جسم من نوعه يُكتشف على الإطلاق، أشبه بـ أحفورة كونية جابت الفضاء بين النجوم لمليارات السنين قبل أن تمر بجوار نظامنا الشمسي.
وبسبب هذه الأنماط غير المألوفة، أدرجت الشبكة الدولية للتحذير من الكويكبات (IAWN) الجسم 3I/ATLAS على قائمة المراقبة الخاصة بها، مع تأكيد الخبراء أنه لا يشكل أي خطر على الأرض.
ومن المتوقع أن يصل الجسم إلى أقرب نقطة له من الشمس الحضيض الشمسي في 29 أكتوبر الجاري، على مسافة تعادل نحو 1.8 مرة المسافة بين الأرض والشمس، وفي ذلك الموعد، ستلتقط التلسكوبات الفضائية صورًا عالية الدقة قد تكشف الحقيقة.


