حكاية فخر ومشاركة في صناعة التاريخ.. المتحف المصري الكبير في عيون الطلاب من الفقرة الإذاعية إلى الرحلات المدرسية
يعيش المصريون في هذه الأوقات حالة من الترقب الممتزجة بالفخر، بالتزامن مع الاستعداد لحدث وطني استثنائي ينتظره الجميع، وافتتاح المتحف المصري الكبير، والمقرر له يوم السبت المقبل، الموافق 1 نوفمبر، وهو ما حرصت جميع القطاعات على الترويج له، كلٌ بطريقته وفي مجاله، ففي الوقت الذي تستعد فيه أنظار العالم للحدث التاريخي، تستعد المدارس المصرية بدورها لاحتفالية تربوية مميزة، تمهّد للطلاب طريق الفخر والانتماء.
وفي مشهد يجمع بين التعليم والتاريخ، تستعد وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، برئاسة محمد عبد اللطيف، لإطلاق سلسلة من الفعاليات التربوية والثقافية التي تهدف إلى تعزيز روح الانتماء الوطني لدى الطلاب، وربطهم بجذور حضارتهم العريقة.
قصة المتحف المصري الكبير
ومن المقرر أن تشهد المدارس في جميع أنحاء الجمهورية يوم الخميس 30 أكتوبر فقرة إذاعية موحدة في طابور الصباح، تتناول قصة المتحف المصري الكبير، وتُبرز قيمته التاريخية والحضارية ودوره في صون الهوية المصرية.
ففي كل مدرسة، سيقف الطلاب ليستمعوا إلى فقرة صباحية تروي قصة حضارة خالدة، ويبدأوا يومهم بشعورٍ يربطهم بالماضي، ويدفعهم لبناء المستقبل، وهكذا تتحول المدرسة المصرية إلى ساحة وعي واعتزاز، تزرع في نفوس الأجيال الجديدة أن مصر ليست فقط بلد التاريخ، بل صانعة التاريخ.
ويؤكد الوزير أن هذه الخطوة تأتي في إطار حرص الوزارة على جعل المدرسة المصرية جزءًا من نبض الدولة، مشيرًا إلى أن “ربط التعليم بالواقع الوطني هو الطريق لبناء جيلٍ يعرف قيمة ما يملكه وطنه من تاريخ”.
حضارتنا في متحفنا
وبالتزامن مع اقتراب الافتتاح، أعلنت المديريات التعليمية عن إطلاق مبادرة جديدة بعنوان "حضارتنا في متحفنا"، تهدف إلى تعريف الطلاب بعظمة الحضارة المصرية القديمة.
وتشمل المبادرة مسابقات ثقافية وفنية تستلهم التراث المصري، إلى جانب رحلات مدرسية مرتقبة لزيارة المتحف بعد افتتاحه، ليعيش الطلاب تجربة مباشرة مع كنوز أجدادهم ويكتشفوا روعة التاريخ على أرض الواقع.
إدماج المتحف ضمن العملية التعليمية
ويشير الدكتور محمد عبد اللطيف إلى أن الوزارة تعمل حاليًا على إدماج المتحف ضمن العملية التعليمية من خلال برامج توعوية وزيارات ميدانية، حتى يصبح المتحف "فصلًا مفتوحًا من فصول التعلم" يربط الطلاب بتاريخ وطنهم بأساليب حديثة وتفاعلية.
ويضيف أن هذا التوجه يتسق مع رؤية مصر 2030، التي تضع الهوية الثقافية في قلب التنمية المستدامة، مؤكدًا أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى للعرض، بل صرح حضاري وتعليمي عالمي يجسد روح مصر الجديدة.
تاريخنا أساس مستقبلنا.. المتحف في المناهج
وفي الدرس الأول من الوحدة الثانية بكتاب اللغة العربية للصف الأول الإعدادي، تم تناول موضوع المتحف المصري الكبير، حيث جاء النص ليؤكد أن المستقبل لا يُصاغ إلا بأيدٍ تعرف من أين جاءت وإلى أين تمضي، وأن من عرف ماضيه فقد صنع حاضره ومستقبله، وقد عرض الدرس المتحف باعتباره هدية مصر للعالم، وصرحًا حضاريًا يجسد رؤية الدولة في الاستثمار في الثقافة، ويُسهم في ربط النشء بجذور حضارتهم، وغرس الفخر والانتماء في نفوس الطلاب.

وفيما تستعد مصر لأن تفتح صفحة جديدة من مجدها العريق مع افتتاح المتحف المصري الكبير لأول من نوفمبر، ومع هذا الحدث الذي ينتظره العالم، كانت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني أول من التقط نبض اللحظة، لتجعل من التاريخ درسًا حيًا ومن المتحف منارة للهوية والانتماء.


