خبير أثري: توت عنخ آمون الأيقونة الذهبية للمتحف المصري الكبير
قال الدكتور محمود حامد الحصري، أستاذ الآثار واللغة المصرية القديمة المساعد بجامعة الوادي الجديد، إن الملك الذهبي توت عنخ آمون يمثل الأيقونة الخالدة للحضارة المصرية القديمة، وبؤرة التركيز الرئيسية في المتحف المصري الكبير، الذي يستعد لافتتاحه رسميًا السبت المقبل في احتفالية عالمية تترقبها الأوساط الأثرية والسياحية.
خبير أثري: توت عنخ آمون الأيقونة الذهبية للمتحف المصري الكبير
وأوضح أستاذ الآثار واللغة المصرية القديمة المساعد بجامعة الوادي الجديد، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن قصة الفرعون الشاب تُعد واحدة من أعظم قصص الاكتشاف في التاريخ الحديث، مشيرًا إلى أن اكتشاف مقبرته عام 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، شكّل تحولًا جذريًا في علم المصريات، بعدما عُثر عليها كاملة تقريبًا بمحتوياتها الأصلية التي تجاوزت 5398 قطعة أثرية.
وأضاف الحصري أن هذا الاكتشاف المذهل جعل من الملك الشاب، الذي حكم مصر نحو عشر سنوات فقط، أشهر ملوك الفراعنة رغم قصر فترة حكمه، موضحًا أن أهمية توت عنخ آمون لا تعود إلى إنجازاته السياسية أو العسكرية، بل إلى ما مثّله من رمز للفن والخلود والبعث في الحضارة المصرية.
وأشار الحصري، إلى أن المتحف المصري الكبير خصص قاعة ضخمة تبلغ مساحتها نحو 7500 متر مربع لعرض المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون لأول مرة في التاريخ داخل مكان واحد، بعد أن كانت موزعة بين المتحف المصري بالتحرير والمخازن والمعارض الخارجية، لافتًا إلى أن القاعة تقدم "مملكة توت عنخ آمون" بأسلوب عرض حديث يجمع بين الأصالة والتكنولوجيا.
وأكد الحصري أن القاعة تضم المقاصير المذهبة الأربع للملك، والتوابيت الذهبية، وكرسي العرش المذهب، وأكثر من 3000 قطعة من المجوهرات والتمائم والأسلحة، من بينها الخنجر الشهير المصنوع من الحديد النيزكي، إلى جانب أدوات الحياة اليومية التي تكشف تفاصيل نادرة عن نمط المعيشة في البلاط الملكي قبل أكثر من 3300 عام.
ولفت الحصري إلى أن العرض الجديد يعتمد على تقنيات رقمية تفاعلية وإضاءة متطورة تتيح للزائر خوض تجربة بصرية ومعرفية متكاملة، ليتتبع من خلالها مراحل حياة الملك وطقوس دفنه ورحلته إلى العالم الآخر، في تجربة وصفها بـ"الملحمة البصرية التي تمزج بين العلم والجمال والقداسة".
