الليلة.. فوهة كوبرنيكوس القمرية تتألق في طور التربيع الأول
تشهد سماء الليلة فرصة مميزة لعشاق الفلك لمتابعة فوهة كوبرنيكوس، واحدة من أشهر الفوهات القمرية وأكثرها وضوحًا بالعين المجردة في الليالي الصافية، تقع الفوهة شرق محيط العواصف وجنوب بحر الأمطار، وتعد من أبرز معالم سطح القمر التي يسهل تمييزها حتى دون استخدام تلسكوب.
فوهة كوبرنيكوس القمرية تتألق في طور التربيع الأول
ووفقًا للجمعية الفلكية بجدة، تشكلت فوهة كوبرنيكوس قبل نحو 800 مليون سنة، نتيجة اصطدام نيزك ضخم بسطح القمر، مما أوجد نموذجًا مثاليًا للفوهات الصدمية المعقدة.
ويبلغ قطر الفوهة حوالي 93 كيلومترًا وعمقها نحو 3.8 كيلومتر، وتحيط بها جدران مرتفعة تكشف عن طبقات القشرة القمرية المقلوبة بفعل الصدمة الهائلة.
تبدو الفوهة في طور التربيع الأول بأجمل حالاتها، إذ تسقط عليها أشعة الشمس بزاوية منخفضة تُبرز تفاصيل الجدران الداخلية والهضاب المركزية التي ترتفع حوالي 1200 متر فوق القاع. كما تحيط بها طبقة من المقذوفات البيضاء اللامعة تمتد بعيدًا عن الحافة الخارجية.
ومن أبرز ملامحها نظام الأشعة الساطعة الذي يتوزع لمسافة تصل إلى 800 كيلومتر في جميع الاتجاهات، مما يجعلها من أكثر الفوهات لمعانًا عند اكتمال القمر، ويُستخدم هذا النظام كمرجع زمني لدراسة أعمار الفوهات القمرية الأخرى من خلال قياس شدة انعكاس الضوء عنها.
كانت فوهة كوبرنيكوس هدفًا مهمًا لبرامج أبولو، إذ اقترح العلماء إنزال بعثة بالقرب منها لدراسة الصخور المقذوفة التي كشفتها الصدمة، لما تمثله من نافذة جيولوجية فريدة على تاريخ القمر الداخلي.



