في ذكرى ميلاده.. كيف صنع فؤاد خليل من البساطة سحرًا فنيًا؟
يحل اليوم 1 نوفمبر 2025 ذكرى ميلاد الفنان الراحل فؤاد خليل، أحد أبرز الوجوه التي ارتبطت في ذاكرة الجمهور بخفة الظل والبساطة الصادقة، حيث وُلد في مثل هذا اليوم عام 1940، وترك وراءه رصيدًا فنيًا كبيرًا من الأدوار الكوميدية التي ما زالت حاضرة في وجدان المشاهدين رغم رحيله.
ذكرى ميلاد فؤاد خليل
تخرّج فؤاد خليل في كلية طب الأسنان، لكنه لم يجد نفسه في المهنة، فكان شغفه الحقيقي بالفن منذ طفولته، أسّس فرقة مسرحية صغيرة في الإسكندرية وهو لا يزال طالبًا بالمدرسة، وجمع حوله مجموعة من زملائه الذين شاركوه الحلم، لتكون تلك البدايات الشرارة الأولى في مشواره الفني.
أعمال فؤاد خليل
بدأ ظهوره الحقيقي في السبعينيات، وشارك في عدد من الأفلام التي تركت بصمة مميزة مثل عصابة حمادة وتوتو، جري الوحوش، عبقري على ورقة دمغة، مخ المرحوم، تووت تووت، الرجالة في خطر، جاءنا البيان التالي، إلى جانب أدوار قوية في الدراما التلفزيونية والمسرح.
رغم أن أغلب أدواره كانت في إطار كوميدي، فإن أداءه تميز دائمًا بالصدق والبساطة، ولم يعتمد على المبالغة أو الصخب ليُضحك الجمهور.
كان فؤاد خليل أحد الفنانين القلائل الذين امتلكوا قدرة فذة على تحويل البساطة إلى سحر فني، وهو ما جعل أدواره تتجاوز حدود الكوميديا التقليدية، لم يكن بحاجة إلى تعبيرات مبالغ فيها أو أزياء مبتكرة لجذب الأنظار؛ بل كان يكفيه حضوره الطبيعي وطريقة أدائه الصادقة لتترك تأثيرًا عميقًا في الجمهور، في كل دور لعبه، كان ينجح في نقل مشاعر الشخصيات التي يقدمها بكل صدق، ليجعلك تضحك أحيانًا وتدمع أحيانًا أخرى، دون أن تشعر بالتكلف أو الافتعال.
ففي زمن كان فيه الكثير من الممثلين يعتمدون على أسلوب الأداء العالي والمبالغة، كان فؤاد خليل يقدم الكوميديا بأسلوب هادئ وسلس، ليشعرك وكأنك تشاهد مشهدًا عاديًا من حياتك اليومية، إن سحره الحقيقي كان في قدرته على أن يجعل الضحك ينبع من المواقف البسيطة، وأن يُظهر في كل لحظة إنسانية الشخصيات التي يجسدها، كانت ضحكته هي مفتاح أسرار النجاح، وساهمت في تشكيل صورة الفنان الذي يضحكك دون أن تشعر أنه يعمل على إضحاكك.
رحل الفنان فؤاد خليل عام 2012 بعد صراع طويل مع المرض، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا كبيرًا من المحبة والتقدير، لم يكن مجرد ممثل كوميدي، بل مدرسة في الأداء الطبيعي والإنسانية داخل وخارج الكاميرا.



