بين الماضي والحاضر.. شوارع كوم الدكة بالإسكندرية تحتضن معرضا يوثق ستينيات وسبعينيات القرن الماضي
داخل أروقة الحي الشعبي العتيق الذي يحمل بين طياته عمقًا تراثيًا وأثريًا فريدًا يعرفه كل سكندري، خرج منه فنان الشعب سيد درويش، وبين شوارعه اكتُشفت الصهاريج والكنوز الأثرية. وها هو اليوم يكتب سطرًا جديدًا في إحياء التراث بعرض أرشيف مصور لحقبة زمنية هامة عاشتها الإسكندرية.
معرض أرشيف بدوي في كوم الدكة بالإسكندرية
في مشهد فريد داخل الحواري والأزقة الضيقة بمنطقة كوم الدكة، افتتح أمس ثالث معرض فوتوغرافي من أرشيف المصور الراحل أحمد بدوي، وذلك في إطار فعاليات أيام التراث السكندري. تم عرض 25 لوحة توثق مشاهد مختلفة من الحياة اليومية، والمناسبات الاجتماعية، والشخصيات العامة خلال حقبة الخمسينيات حتى السبعينيات. وتم توزيع الصور في مسار محدد، يمثل طريق المصور الراحل من منزله في كوم الدكة حتى استوديو التصوير الخاص به.
المصور التاريخي الراحل أحمد بدوي، الذي سجّل أرشيفه حالة فريدة من التوثيق لحقبة زمنية هامة، تحولت صوره إلى معرض مفتوح في الهواء الطلق، بعد أن قام القائمون على المشروع وهم: عبد العزيز بدوي حفيد أحمد بدوي، وحازم جودة، وأحمد ناجي، بتنظيمه وإعداده للعرض.

ووسط احتفاء شعبي من سكان الحي الشعبي والعاملين الحرفيين في المكان، زُينت جدران المقاهي والمحال بصور المعرض، وشهد افتتاحه تفاعلًا واسعًا من الأهالي الذين رأوا صور أجدادهم وتاريخهم وتاريخ المكان حاضرا أمامهم، في لحظات جمعت الماضي والحاضر معًا.

ويبدأ مسار المعرض من سلم كوم الدكة بشارع فؤاد وينتهي باستديو بدوي امام المسرح الروماني، ويستمر عرضه خلال الفترة من 31 أكتوبر وحتى 8 نوفمبر.
معرض في الشارع
وقال القائمون على المشروع أن فكرة المعرض جاءت احتفالًا بشعار أيام التراث السكندري هذا العام "الإسكندرية موزايك من الأحياء"، مؤكدين: ملقيناش مكان أصدق من "كوم الدكة"، الحي اللي اتولد وعاش فيه المصور أحمد بدوي وأسس الاستديو بتاعه فيه في بداية الخمسينات، علشان يكون معرض مفتوح في الشارع لصور بدوي من كوم الدكة والمناطق المحيطة بيها في الستينات والسبعينات.

وعلى هامش الافتتاح علق المصورون القائمون على إحياء المشروع: افتتاح كبير وهيفضل عايش في ذاكرتنا لمعرض "بدوي من كوم الدكة".. تجربة حية متكاملة عيشناها بين الماضي في الصور وحاضرها قادرين نشوفه ونحسه ونعيشه في نفس اللحظة.

وعن التجهيزات قال فريق العمل: الأرشيف فيها مكنش شيء بعيد بالعكس كان هو حياة الناس وامتدادهم، صور صورها واحد من أبنائهم ساب أثره النهاردة على جدران الشوارع والبيوت والقهاوي في المكان اللي اتولد وعاش واشتغل فيه، الصور النهاردة كانت وسط أهله اللي كانو بيتعرفوا على آباؤهم وأجدادهم في الصور ويحكولنا حكاياتهم ونترحم عليهم مع بعض.











