مرمم القناع الذهبي لتوت عنخ آمون: شعرت أنني أودع صديقًا عمره آلاف السنين
قال عيد مرتاح، مرمم الآثار بالمتحف المصري بالتحرير وعضو الفريق المصري الألماني، الذي شارك في ترميم القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون عام 2015، إنه عاش رحلة فريدة مع القناع الذهبي استمرت لأكثر من 15 عامًا، كانت مليئة بالفخر والانتماء والمسؤولية تجاه واحد من أعظم رموز الحضارة المصرية القديمة.
مرمم القناع الذهبي لتوت عنخ آمون: شعرت أنني أودع صديقًا عمره آلاف السنين
وأضاف مرمم الآثار بالمتحف المصري بالتحرير، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن علاقته بالقناع بدأت منذ أن كان طفلًا في رحلة مدرسية إلى المتحف المصري بالتحرير، حيث كانت تلك اللحظة الأولى التي تأمل فيها وجه الملك الذهبي المهيب، قائلًا: «توقفت أمام ذلك الوجه البديع، بريق الذهب، وتطعيماته، ونظرة الملك لي في تلك اللحظة، كلها أسرت قلبي ومنذ تلك اللحظة وُلد في داخلي حلم أن أعمل يومًا ما في هذا المكان العظيم، بين كنوز أجدادي.
وأشار مرتاح إلى أن هذا الحلم ظل يرافقه حتى درس علوم المصريات والترميم، ثم تحقق عندما أصبح أحد أعضاء فريق ترميم المتحف المصري عام 2011.
كما ذكر مرتاح أنه كان جزءًا من الفريق المصريالألماني، الذي قام بترميم القناع عام 2015، موضحًا أن تلك اللحظة كانت بالنسبة له لقاءً بين الحلم والواقع، وقال: «عندما أمسكت بالقناع بين يديّ لأول مرة عن قُرب، شعرت برهبة عميقة وفخر لا يوصف. لم تكن مجرد لحظة عمل، بل لحظة لقاء بين الطفل الذي حلم، والرجل الذي صار جزءًا من تاريخ هذا الأثر الخالد».
ضبط الحامل الجديد للقناع الذهبي قبل نقله إلى المتحف المصري الكبير
وتابع أنه خلال عام 2021، شارك في نقل القناع داخل المتحف المصري أثناء إعادة عرض مجموعة تانيس، وهي لحظة وصفها بأنها «محملة بالذكريات والمشاعر»، إذ تذكّر حينها سنوات العمل الطويلة التي قضاها إلى جوار القناع.
وأوضح أن عام 2025 كان لحظة الختام في رحلته مع القناع داخل المتحف المصري بالتحرير، حين شارك في ضبط الحامل الجديد للقناع الذهبي قبل نقله إلى المتحف المصري الكبير، مؤكدًا أنه شعر وقتها وكأنه يودّع صديقًا عزيزًا رافقه لسنوات، متابعًا: «نظرت إلى وجه الملك وشعرت بنفس الصلة القديمة التي ربطتني به منذ أول لقاء، كانت لحظة وداع مؤثرة لكنها مليئة بالفخر والامتنان».
واختتم مرتاح حديثه بتوجيه الشكر والتقدير للدكتور عيسى زيدان وفريق العمل على جهودهم الكبيرة في تأمين القناع الذهبي ونقله إلى قاعته الجديدة بالمتحف المصري الكبير، مشيرًا إلى أنه يتطلع إلى رؤيته في موقعه الجديد داخل المتحف، حيث سيحظى بمكانة تليق بعظمته وتاريخه.


