بعد وفاته.. من هو الأمريكي ديك تشيني مهندس غزو العراق؟
تصدر اسم ديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي الأسبق في عهد جورج بوش الابن محركات البحث الرئيسية بعد أن أفادت وسائل إعلام أمريكية اليوم الثلاثاء، بوفاة عن عمر ناهز 84 عامًا، بعد مسيرة سياسية حافلة أثارت الجدل وأثرت بعمق في مسار السياسة الأمريكية والعالمية خلال العقود الماضية.
وفاة ديك تشيني مهندس غزو العراق
ووفقًا لما أعلنته عائلته في بيان رسمي، بأن تشيني توفي مساء أمس الاثنين بسبب مضاعفات الالتهاب الرئوي وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وقال البيان: على مدى عقود، خدم ديك تشيني أمتنا، بما في ذلك منصب رئيس موظفي البيت الأبيض، وعضو الكونجرس الأمريكي عن ولاية وايومنج، ووزير الدفاع، ونائب رئيس الولايات المتحدة.
وأضافت العائلة: كان ديك تشيني رجلًا عظيمًا وصالحًا، علم أبناءه وأحفاده حب وطننا، وعيش حياة تتسم بالشجاعة والشرف والحب واللطف، وصيد الأسماك، نحن ممتنون للغاية لكل ما قدمه ديك تشيني لبلدنا، ونحن محظوظون للغاية لأننا أحببنا هذا الرجل النبيل العملاق، الذي أحبنا كثيرا.

من هو الأمريكي ديك تشيني مهندس غزو العراق؟
وحسب ما نقلته وكالات الأنباء، يُعد تشيني أحد أبرز صُناع القرار في واشنطن، إذ شغل مناصب رفيعة من بينها وزير الدفاع ورئيس موظفي البيت الأبيض وعضو في مجلس النواب عن ولاية وايومنغ، قبل أن يختاره بوش الابن نائبًا له عام 2000.

وخلال فترتيه في البيت الأبيض بين 2001 و2009، كان يُوصف بأنه العقل المدبر وراء ما عُرف بـ الحرب على الإرهاب عقب هجمات 11 سبتمبر، والتي قادت الولايات المتحدة لغزو أفغانستان ثم العراق عام 2003.
برز تشيني كأحد أكثر نواب الرؤساء نفوذًا في التاريخ الأمريكي، حيث لعب دورًا محوريًا في توسيع صلاحيات السلطة التنفيذية وتعزيز نفوذ مكتب نائب الرئيس داخل الإدارة الأميركية، وقد واجه انتقادات واسعة لدوره في تبرير الغزو الأمريكي للعراق بناءً على معلومات استخباراتية ثبت لاحقًا أنها غير دقيقة حول أسلحة الدمار الشامل.

ورغم الاتهامات التي لاحقته بشأن تجاوزات الحرب وملفات التعذيب في سجن جوانتانامو، لم يُبدِ تشيني أي ندم على قراراته، مؤكدًا حتى سنواته الأخيرة أنه كان يفعل ما يراه ضروريًا لحماية الولايات المتحدة، وظل مؤمنًا بصواب نهجه في مواجهة الإرهاب، حتى مع تراجع شعبيته داخل بلاده.
في سنواته الأخيرة، تحول تشيني إلى ناقد حاد داخل حزبه الجمهوري، خاصة للرئيس دونالد ترامب، الذي وصفه بـ الجبان وأكبر تهديد للجمهورية الأمريكية، وفي مفارقة رمزية، صوت تشيني في انتخابات 2024 لصالح المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، في نهاية مسيرة سياسية امتدت لأكثر من نصف قرن.



