الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

السفيرة سها جندي تكشف دورها في ملف التفاوض مع اليابان حول مشروع المتحف المصري الكبير |حوار خاص

السفيرة سها جندي
سياسة
السفيرة سها جندي
الأربعاء 05/نوفمبر/2025 - 09:42 ص

في حوار خاص وحصري لـ القاهرة 24، فتحت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج السابقة، ملفات مهمة تتعلق بتعزيز الهوية الوطنية وربط المصريين بالخارج بوطنهم الأم، مؤكدة أن هذا الملف كان ولا يزال أولوية رئاسية واضحة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي جعل من بناء الإنسان المصري محورًا رئيسيًا لاستراتيجية الدولة.

كما كشفت تفاصيل دورها في دعم التعاون المصري الياباني في مشروع المتحف المصري الكبير منذ أن كانت مديرةً لشؤون اليابان والكوريتين بوزارة الخارجية، وأبرزت كيف نجحت في فتح قنوات تفاوض أفضت إلى دعم اليابان لأكبر صرح حضاري في العالم. 

وتحدثت أيضًا عن مبادرة “اتكلم عربي” التي وصفتها بأنها جسر تواصلي وإنساني يربط الأجيال الجديدة من أبناء الجاليات المصرية بالخارج بوطنهم وهويتهم.

■ شراكة مصر واليابان.. بداية حلم المتحف المصري الكبير

قالت السفيرة سها جندي:

«كنت من أوائل من تولوا ملف التفاوض مع الجانب الياباني حول مشروع المتحف المصري الكبير خلال عملي بوزارة الخارجية، وموافقة اليابان على تمويل المشروع جاءت نتيجة مفاوضات دبلوماسية ناجحة أسهمت في تحقيق حلم ثقافي عالمي لمصر.»

وأضافت أن هذا التعاون لم يكن الأول من نوعه في العلاقات بين البلدين، مشيرة إلى أن اليابان كانت شريكًا أساسيًا في العديد من المشروعات الثقافية والعلمية الكبرى مثل دار الأوبرا المصرية والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، فضلًا عن دعمها المستمر لمشروعات تعليم اللغة والثقافة اليابانية في مصر.

«العلاقات المصرية اليابانية قامت على الثقة والتعاون في المشروعات الثقافية الكبرى، من دار الأوبرا إلى الجامعة المصرية اليابانية، وصولًا إلى المتحف المصري الكبير الذي أثنى الرئيس السيسي على دعم اليابان له.»

■ تعزيز الهوية الوطنية.. مشروع دولة لا شعار

أكدت الوزيرة السابقة أن تعزيز الهوية الوطنية لأبناء المصريين بالخارج يُعد أحد أهم محاور الدولة المصرية في عهد الرئيس السيسي.

«تعزيز الهوية الوطنية للمصريين بالخارج ليس مجرد شعار، بل توجيه رئاسي واضح ومشروع دولة متكامل يهدف إلى بناء وعي وطني مستنير لدى الأجيال الجديدة في الخارج.»

وأوضحت أن وزارة الهجرة خلال فترة عملها عملت على تحويل هذا التوجيه إلى مبادرات واقعية تسهم في مد جسور التواصل بين الأجيال المصرية بالخارج ووطنهم، من خلال الزيارات الميدانية والبرامج الثقافية والتعليمية.


■ “اتكلم عربي”.. جسر بين الأجيال والوطن

قالت السفيرة سها جندي إن مبادرة “اتكلم عربي” جاءت بتكليف رئاسي مباشر لتشجيع أبناء المصريين بالخارج، للحفاظ على لغتهم الأم وتعزيز ارتباطهم بالثقافة المصرية.

«مبادرة “اتكلم عربي” جسر ثقافي وإنساني يربط أبناء المصريين في الخارج بلغتهم وهويتهم، ويجعلهم أكثر فخرًا بانتمائهم لمصر.»

وأوضحت أن المبادرة تضمنت أنشطة عملية داخل مصر وخارجها، منها معسكرات تدريبية ورحلات تعريفية ومخيمات ثقافية، بالتعاون مع مركز شباب الدارسين بالخارج والوزارات المعنية.

«عملنا على تنظيم رحلات ميدانية لأبناء المصريين بالخارج إلى المتحف المصري الكبير والعلمين الجديدة وقناة السويس والمنطقة الاقتصادية، ليشاهدوا بأنفسهم حجم الإنجاز على أرض الوطن.»


■ الأثر الوطني لتجربة الشباب

أوضحت جندي أن هذه الزيارات لم تكن مجرد جولات تعريفية، بل كانت تجربة وجدانية مؤثرة أعادت الشباب إلى جذورهم المصرية.

«هذه الزيارات لم تكن مجرد جولات تعريفية، بل كانت تجربة وجدانية عميقة أعادت الشباب إلى جذورهم، وجعلتهم يشعرون بالفخر بأنهم جزء من وطن يصنع مستقبله بثقة ووعي.»

وأضافت أن كثيرًا من هؤلاء الشباب أصبحوا سفراء لمصر في مجتمعاتهم بالخارج، ينقلون الصورة الحقيقية لوطنهم بثقافة وفخر.

■ المتحف المصري الكبير.. بوابة الحضارة إلى المستقبل

تحدثت السفيرة عن المتحف المصري الكبير بوصفه منارة ثقافية عالمية، وقالت إن الافتتاح الأخير شكّل لحظة فخر لكل مصري:

«المتحف المصري الكبير ليس مجرد متحف أثري، بل رمز لنهضة ثقافية ومعرفية جديدة تعيد تقديم مصر إلى العالم كقوة حضارية وإنسانية معاصرة.»

وأكدت أن المتحف يعكس رؤية الدولة في الجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويربط الماضي بالحاضر والمستقبل ليقدم مصر في صورتها الحقيقية — دولة الحضارة والعلم والإنجاز.


■ رسالة إلى أبناء الوطن في الخارج

اختتمت السفيرة سها جندي حديثها برسالة مؤثرة لأبناء المصريين في الخارج قائلة:

«رسالتي لأبناء المصريين في الخارج أن يظلوا على تواصل دائم مع وطنهم، فمصر لم ولن تنساهم، وهي تفتح أبوابها دائمًا لهم، فهم سفراؤها الحقيقيون في كل مكان.»

ويبقى حديث السفيرة سها جندي شاهدًا على رؤية وطنية تؤمن بأن الهوية المصرية لا تُصان بالشعارات، بل بالمبادرات والعمل الميداني، وأن كل مصري بالخارج هو جزء من مشروع الدولة لبناء المستقبل — مستلهمًا من حضارةٍ تمتد جذورها إلى آلاف السنين، وتُثمر اليوم إنجازًا معاصرًا بحجم المتحف المصري الكبير.

تابع مواقعنا