وزيرة التضامن: مصر قدمت 650 ألف طن مساعدات لغزة.. وندعو المجتمع الدولي للانضمام لمؤتمر إعادة الإعمار
شاركت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي في فعالية تحت عنوان "فلسطين والحماية الاجتماعية"، وذلك ضمن فعاليات مؤتمر القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية بالدوحة بحضور ممثلي دولة قطر والمملكة الأردنية.
وقالت الوزير: نقف اليوم في أعقاب ما يناهز العامين من المعاناة الإنسانية في غزة بقلوب مثقلة، وضمائر حية، أمام كارثة إنسانية تفوق الوصف، وتُمثّل جرحا غائرا في ضمير الإنسانية جمعاء، وقلوبنا مرتبطة ارتباطًا وجدانيًا ومصيريًا بكل أمٍ فلسطينية تحتضن طفلها خوفًا، وبكل طفلٍ سُرقت براءته بفعل أصوات الحرب، وبكل عائلةٍ تتمسك ببقايا حياة دمرها الاحتلال وصراعٌ ممتدٌ يورث الألم جيلًا بعد جيل.
وأوضحت مرسي، أن واجبنا يحتم علينا ألا نرى في الإحصاءات مجرد أرقام، بل أن نرى الوجوه خلفها، أن نرى الأسماء، والأحلام التي بُعثرت، هذه هي الحقائق، والشهادات الموثقة لكارثةٍ صُنعت، وهي تمس أرواحنا وأرواح أطفالنا في الصميم.
وأضاف: نتحدث عن منظومةٍ صحيةٍ تهاوت بالكامل وعن ما يتجاوز 90% من السكان الذين تعرضوا لموجات النزوح الداخلي وتهديدات التهجير القسري خارج أرضهم، ليجدوا أنفسهم مشتتين في العراء، في ظروفٍ تفتقر لأبسط المقومات الاجتماعية، لا ماء، لا دواء، ولا لحظة أمان، حيث تم استهداف المستشفيات والمدارس ومرافق الأمم المتحدة، هذا هو ما دفع اللجنة الأممية لتقصي الحقائق إلى توثيق فرض "تدميرٍ منهجيٍ للرعاية الصحية"، ومنع للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة يفضي إلى المجاعة".
وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أن الحماية الاجتماعية تصبح عبارة جوفاء، إذا غابت الحماية المادية والجسدية، إنها وعدٌ يصعب تحقيقه إذا لم يأمن الناس في منازلهم، أو في المدارس والمستشفيات والملاجئ التي فروا إليها هربًا من الموت، مؤكدة الموقف المصري الثابت، المبدئي والتاريخي، الذي يرتكز على "خطوطٍ حمراء" لا يمكن تجاوزها أولاها الرفض القاطع والحاسم لأي محاولة، مباشرة أو غير مباشرة، لتهجير الفلسطينيين قسرًا من وطنهم وأرضهم، وثانيها الرفض المطلق لأي محاولاتٍ تهدف إلى "تصفية القضية الفلسطينية" على حساب أمن المنطقة أو حقوق الشعب الفلسطيني، والثالث هو التأكيد الحتمي على ضرورة تثبيت واستدامة الوقف الشامل لإطلاق النار في غزة والأرض الفلسطينية المحتلة، وضمان النفاذ الآمن، والكامل، والمستدام للمساعدات الإنسانية دون أي عوائق.
وأشارت الدكتورة مايا مرسي إلى أنه في مواجهة هذه الانتهاكات الجسيمة، لم تقف مصر مكتوفة الأيدي، بل قامت بواجبها الأخوي والتاريخي، فمن خلال الهلال الأحمر المصري الآلية الوطنية المصرية لإنفاذ المساعدات إلى قطاع غزة وبجهودٍ لم تنقطع لـ 800 يوم متواصلة، عملت مصر كشريان حياة، وأنفذت ما يقرب من أكثر من 650 ألف طن من المساعدات، معقبة: لقد أنشأنا مراكز لوجستية ومطابخ إنسانية، ولم يكن هذا دعمًا لوجستيًا فحسب، بل كان احتضانًا إنسانيًا شاملًا، قدم الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي للجرحى وعائلاتهم.
وأردفت وزيرة التضامن الاجتماعي: إنها اللحظة الفاصلة للانتقال من الإغاثة المؤقتة إلى التعافي المبكر وإعادة الإعمار، حيث إن الأمر لا يتعلق فقط بإعادة بناء الحجر، بل الاستقرار، والتمكين، إنه يتعلق ببناء أسس السلام، وعليه فإننا ندعو المجتمع الدولي للانضمام إلى جمهورية مصر العربية في مؤتمر إعادة الإعمار، لوضع الأساس لمستقبلٍ تُبنى فيه الأعمدة الاجتماعية للحياة في غزة من جديد.
واختتمت وزيرة التضامن، كلمتها قائلة: وأخيرًا، قبل أن نغادر هذه القاعة، لنتذكر أن كل أسرة في فلسطين تستحق الحق في الإغاثة، والحق في الحياة، والحق في الشفاء، والحق في العودة إلى منزلها، والأهم من ذلك كله، الحق الأصيل في تقرير المصير... والحق في السلام العادل وإعادة الإعمار.








