الطفولة بذرة القداسة.. البابا تواضروس الثاني يطالب الأسر بالاهتمام بالأبناء وتنشئتهم روحيًا
شهدت كنيسة السيدة العذراء والشهيد مار جرجس بمدينة الأمل التابعة لكنائس قطاع ألماظة ومدينة الأمل وشرق مدينة نصر بالقاهرة، الاجتماع الأسبوعي الذي ترأسه البابا تواضروس الثاني ضمن اجتماع الأربعاء، حيث ألقى عظته التي حملت عنوان الطفولة الشاهدة لله، وجاءت العظة بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للطفولة خلال الشهر الجاري.
البابا تواضروس الثاني يطالب الأسر بالاهتمام بالأبناء وتنشئتهم روحيًا
شارك في الصلاة نيافة الأنبا أكليمندس الأسقف العام للقطاع وعدد من الآباء الأساقفة ووكيل عام البطريركية وكهنة المنطقة، وسبق العظة تلاوة صلوات العشية وترانيم كنسية قدمها خورس الشمامسة وكورال الكنيسة، أعقبها تهنئة من الأنبا أكليمندس للبابا بمناسبة عيد ميلاده وتذكار ظهور القرعة الهيكلية، إلى جانب عرض فيلم تضمن رسائل محبة من الكهنة وخدام وشعب مدينة الأمل.
وخلال اللقاء، جرى تكريم القمص أنطونيوس عبد المسيح، كاهن كنيسة الشهيد مار جرجس بألماظة، بمناسبة مرور خمسين عامًا على سيامته كاهنًا، إلى جانب تكريم المتفوقين والمتميزين من أبناء القطاع.
وفي كلمته الافتتاحية، أعرب البابا عن سعادته بزيارة المنطقة، مشيدًا بمستوى الخدمة الكنسية وما لمسه من روح المحبة والتعاون، كما وجه الشكر للقيادات الكنسية والمدنية في دعم العمل الرعوي وخدمة المجتمع، مؤكدًا أهمية تكامل البيت والكنيسة والمدرسة في بناء المواطن الصالح.
وتناول البابا خلال العظة مفهوم الطفولة الشاهدة لله، مستعينًا بقصة الفتاة الصغيرة الواردة في سفر الملوك الثاني الإصحاح الخامس التي ساهمت ببساطتها وإيمانها في شفاء نعمان رئيس جيش الأراميين من البرص، وشدد على أن الطفولة ليست مرحلة زمنية عابرة، بل هي بذرة القداسة وجوهر النقاوة التي تشكل أساس حياة الإنسان الروحية.
وشرح ثلاث نقاط رئيسية حول قيمة الطفولة الروحية:
طفولة شاهدة لله: حيث نقلت الفتاة الصغيرة إيمانها ببساطة وشجاعة رغم الأسر والغربة.
الطفولة تغيّر العالم: إذ قادت نصيحتها البسيطة إلى شفاء رجل عظيم المنزلة، بما يعكس قوة القلب النقي.
الطفولة مدرسة للخدمة والشهادة: فخدمتها النابعة من نية صادقة حققت عملًا عظيمًا.
كما استخلص دروسًا من القصة أبرزها: الإيمان رغم الألم، المحبة رغم الظلم، الشهادة بلا خوف، وأن الطفل المؤمن قدوة للكبار بما يتلقاه من أسرته وكنيسته.
وفي ختام عظته، دعا البابا الآباء والأمهات إلى منح أبنائهم الوقت والرعاية اللازمة، لضمان تنشئة صحيحة تُثمر شخصيات صالحة تسعد الأسرة والمجتمع.


