النفط يتجه لتسجيل أسبوع الخسائر الثاني.. فائض المعروض يُبطل مفعول الارتفاع الصباحي
استهلت أسعار النفط الخام تعاملات اليوم الجمعة بارتفاع طفيف، في تكرار لـ السيناريو المزيف الذي ساد الجلسات الأخيرة، حيث تبدأ التداولات على صعود ثم يتبدد المكسب كاملًا بنهاية الجلسة، في دلالة واضحة على أن المتداولين قد قاموا بالفعل بتسعير كافة العوامل الراهنة، وأن الحافز للصعود مفقود.
النفط يتجه لتسجيل أسبوع الخسائر الثاني.. فائض المعروض يبطل مفعول الارتفاع الصباحي
تتجه أسعار النفط لتسجيل أسبوع ثانٍ من الخسائر المتتالية، وتأتي هذه التراجعات مدفوعة بمخاوف متصاعدة من فائض في المعروض العالمي مصحوبًا بتباطؤ ملحوظ في الطلب، خاصة في الولايات المتحدة، وقد تلاشت أيضًا علاوة المخاطر التي كانت الأسواق تقيمها للعقوبات الأوروبية والأميركية المفروضة على روسيا.
وبحلول الساعة 4:30 صباحًا بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يناير بنحو 0.3 دولار، لتصل إلى مستويات قرب 63.6 دولار للبرميل، كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم ديسمبر بحوالي 0.4 دولار، مقتربة من 59.70 دولار للبرميل.
ويُشار إلى أن ختام تعاملات الأمس شهد تراجعًا، حيث خسر خام برنت 0.14 دولار مسجلًا 63.38 دولار للبرميل، فيما نزل الخام الأميركي 0.17 دولار ليستقر عند 59.43 دولار.
ويتجه الخامان القياسيان لتكبد انخفاض يتجاوز 2% لهذا الأسبوع الثاني على التوالي، وذلك في ظل قيام منتجين رئيسيين حول العالم بزيادة الإنتاج، مما يزيد من الضغط على الأسعار مع تسعير الأسواق لسيناريو تخمة المعروض وضعف الطلب.
وتُظهر البيانات أن أسعار النفط الخام قد انخفضت حوالي 6% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وتراجعت ما يقرب من 17% منذ بداية العام، بل إنها خسرت ما يقارب ربع قيمتها منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مقارنة بأعلى مستوى سجلته هذا العام.
وفي إشارة تعكس هذه المخاوف، قررت دول منظمة البلدان المصدرة للبترول وتحالف "أوبك" يوم الأحد زيادة الإنتاج بشكل طفيف في ديسمبر، لكنها قامت في المقابل بتعليق الزيادات المقررة للربع الأول من العام المقبل بشكل مؤقت، خشية من زيادة فائض المعروض.
كما أقدمت المملكة العربية السعودية، أكبر مُصدر، على تخفيض حاد لأسعار خامها للمشترين الآسيويين في ديسمبر، وهو ما يؤكد على وفرة الإمدادات المتاحة في السوق.
وقد أدت هذه الرؤية القاتمة بشأن العرض والطلب وتقييم الأسواق لزيادة المخزونات إلى انخفاض أسعار النفط عالميًا للشهر الثالث على التوالي في أكتوبر.


