ردًا على كتاب "غريب في وادي الملوك".. مدير معابد الكرنك السابق: الوزير يويا ليس هو النبي يوسف
نفى الدكتور الطيب غريب، مدير معابد الكرنك السابق، الفرضية المثيرة التي روّج لها الباحث أحمد عثمان في كتابه الصادر عام 1987 بعنوان «غريب في وادي الملوك»، والتي زعم فيها أن الوزير المصري الشهير يويا هو نفسه النبي يوسف عليه السلام، مؤكدًا أن جميع الأدلة التاريخية والأثرية تنفي هذا الادعاء جملة وتفصيلًا.
الطيب غريب: لا دليل علمي أو أثري يربط مومياء الوزير المصري بالنبي الكريم
أوضح الدكتور الطيب غريب، في تصريحات خاصة لموقع القاهرة 24، أن الكاتب أحمد عثمان اعتمد في فرضيته على "اجتهادات شخصية" دون سند علمي من واقع التسلسل الزمني أو الأدلة الأثرية، مشيرًا إلى أن العديد من العلماء والأثريين، من المصريين والأجانب، فندوا هذه النظرية وبيان ضعفها، ومن بينهم عالم الآثار زاهي حواس والمؤرخ دونالد ريدفورد والباحث الدكتور طارق فرج.

وأضاف مدير معابد الكرنك السابق، أن الادعاء القائل بأن ملامح مومياء يويا غير مصرية لا يستند إلى دليل قاطع، إذ تشير الألقاب الملكية إلى أنه من مدينة أخميم بسوهاج، وكان كاهنًا للمعبود «مين»، وهو ما يؤكد أصوله المصرية الصعيدية.

كما أن زواجه من السيدة تويا وابنته الملكة تي زوجة الملك أمنحتب الثالث، دليل إضافي على مكانته الرفيعة داخل الدولة المصرية القديمة.
التحنيط والنقوش.. شواهد مصرية خالصة
وأردف الدكتور غريب، أن تحنيط جسد يويا تم وفقًا للشعائر المصرية القديمة السائدة في ذلك العصر، وليس وفق تعاليم سماوية، موضحًا أنه لم يُعرف عن أي نبي من أنبياء الله أنه تم تحنيطه.

وأكد أن غياب النقوش عن المقبرة ليس دليلًا على اختلاف العقيدة، إذ توجد مقابر عديدة غير منقوشة في وادي الملوك، لأسباب تتعلق بعدم اكتمالها أو بتعرضها للتلف في العصور القديمة.
نصوص التوراة تثبت بطلان الفرضية
وأشار مدير معابد الكرنك إلى أن النصوص الواردة في الكتاب المقدس نفسها تنقض نظرية الكاتب، إذ أوصى النبي يوسف عليه السلام قومه قبل وفاته بإخراج جسده من مصر ودفنه في أرض فلسطين، وهو ما حدث فعلًا في عهد النبي موسى عليه السلام، كما ورد في سفر الخروج وسفر يشوع.

واختتم الدكتور الطيب غريب تصريحاته مؤكدًا أن نظرية عثمان «مجرد اجتهادات شخصية بلا أدلة أثرية أو تاريخية»، موضحًا أن العلماء الذين تناولوا الموضوع ردوا عليها بدقة وقدموا الأدلة التي تُثبت أن يويا شخصية مصرية رفيعة المقام، لكنها ليست نبيًا من أنبياء الله.



