علاج جديد يبطئ تطورات المرض.. علماء يكتشفون آلية جديدة وراء الخرف
كشف فريق من العلماء في كلية طب وايل كورنيل اكتشاف عامل رئيسي جديد وراء تطور أمراض الخرف، يتمثل في الجذور الحرة المنبعثة من خلايا دعم الدماغ المعروفة باسم الخلايا النجمية، مما قد يفتح الباب أمام علاج نوعي جديد لأمراض التنكس العصبي مثل الزهايمر.
علماء يكتشفون آلية جديدة وراء الخرف
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، أوضحت الدراسة التي نُشرت في مجلة Nature Metabolism، أن الميتوكوندريا وهي محطات توليد الطاقة داخل الخلايا تُنتج عادةً جزيئات تُعرف باسم أنواع الأكسجين التفاعلية (ROS)، والتي تساعد في الظروف الطبيعية على تنظيم وظائف الخلايا، لكن عند حدوث خلل في الخلايا النجمية، تبدأ هذه الجزيئات في الإفراط بالإنتاج داخل موقع محدد في الميتوكوندريا، مسببةً ضررًا للبروتينات والخلايا العصبية، وهو ما يُسهم في تسريع تطور الخرف.
وللتحقق من هذا المسار، استخدم الباحثون مركبًا تجريبيًا يُعرف باسم S3QEL صُمم خصيصًا لتقليل إنتاج الجذور الحرة في الميتوكوندريا، وعند إعطاء هذا المركب للفئران المصابة بـ الخرف الجبهي الصدغي، لوحظت نتائج مدهشة: انخفض نشاط الخلايا النجمية، وتراجعت الإشارات الالتهابية في الدماغ، كما قلّت كميات بروتين تاو السام المرتبط بمرض الزهايمر.
ولاحظ العلماء أن هذه التحسينات ظهرت حتى عندما بدأ العلاج بعد ظهور أعراض الخرف بالفعل، كما أن الفئران التي تناولت الدواء عاشت فترة أطول بنسبة تراوحت بين 17 و20% مقارنة بتلك التي لم تتلق العلاج.
إزالة بروتينات الأميلويد
وأشار الدكتور آدم أور، المؤلف المشارك في الدراسة، إلى أن النتائج تغيّر الطريقة التي نفكر بها في دور الجذور الحرة، مضيفًا أن العلاجات المستقبلية قد لا تقتصر على إزالة بروتينات الأميلويد وتاو من الخلايا العصبية، بل تشمل أيضًا تهدئة الخلايا النجمية المفرطة النشاط التي تثير الالتهاب وتفاقم الضرر العصبي.
وأكد الفريق أن العلاج البشري لا يزال في مراحله المبكرة وقد يستغرق سنوات من التطوير والتجارب السريرية، إلا أن النتائج الحالية تُعد خطوة واعدة نحو إبطاء مسار الخرف من خلال دواء مستهدف وآمن نسبيًا.
ويُقدر أن نحو سبعة ملايين أمريكي يعانون من أشكال مختلفة من الخرف، من بينهم 6.7 مليون مصاب بمرض الزهايمر، ما يجعل هذه النتائج بارقة أمل جديدة في مواجهة أحد أكثر أمراض الشيخوخة فتكًا وانتشارًا في العالم.


