لجنة التخطيط المصرية التركية تجتمع غدا بمشاركة وزيري الخارجية
قال السفير التركي بالقاهرة صالح موطلو شن، إن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي سيزور أنقرة لحضور اجتماع مجموعة التخطيط المشتركة غدا الأربعاء، للتحضير لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، الذي يعقد برئاسة رئيسي البلدين.
وردا على أسئلة الصحفيين حول الاجتماع، أوضح السفير التركي أنه خلال اجتماع مجموعة التخطيط المشتركة سيتم تنسيق الاستعدادات لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى القادم، وسيتم اتخاذ القرارات بالتشاور حول الخطوات التي سيتم اتخاذها بين البلدين في الفترة المقبلة.
وحول التطورات والمؤشرات الملموسة بين مصر وتركيا في المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها، وما الذي تفعله الحكومتان للحفاظ على العلاقات وتنسيقها، قال السفير شن إن العلاقات السياسية بين البلدين بدأت تكتسب زخمًا في نوفمبر 2022، وعادت إلى مسارها الطبيعي بسرعة مع إعادة تعيين السفراء في منتصف عام 2023، وكان أبرز مؤشر ملموس على ذلك هو إنشاء مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى في فبراير 2024، برئاسة الرئيسين رجب طيب أردوغان وعبد الفتاح السيسي، وأصبح المجلس بمثابة الهيئة الرئيسية التي تنظم وتوجه جميع أشكال التعاون بين البلدين.
وأضاف السفير أن الرئيس أردوغان زار مصر 3 مرات خلال عام ونصف، حيث زار مصر مجددا في ديسمبر 2024 لحضور قمة مجموعة الدول الثماني النامية بالعاصمة الإدارية، وزار شرم الشيخ في أكتوبر 2025 بمناسبة قمة شرم الشيخ للسلام.
ومن المقرر عقد الاجتماع الثاني لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى في النصف الأول من عام 2026، ويرأس هذا الاجتماع مرة أخرى كلا الزعيمين، ومن المتوقع أيضًا أن يزور الرئيس رجب طيب أردوغان القاهرة بمناسبة هذا الاجتماع.
وأكد السفير أن كل هذه الزيارات وتأسيس مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى تشير إلى بداية عملية تعاون استراتيجي حقيقي، وتعزيز العلاقات الاستراتيجية، والتعاون الشامل بين البلدين.
حجم التجارة يتجاوز 8 مليارات دولار
وتطرق السفير إلى الجانب الاقتصادي، موضحا أن حجم تجارة سجل رقم قياسيًا العام الماضي، متجاوزًا 8 مليارات دولار بحلول عام 2024، وتُعدّ اتفاقية التجارة الحرة الإطارَ الأهمّ الذي يُنظّم التجارة بين البلدين، مضيفًا أنه في حين عجزت بعض الدول عن تطبيق اتفاقية التجارة الحرة بسبب تنافسية الاقتصاد التركي، نجحت مصر وتركيا في الحفاظ عليها وتطبيقها. وهذا يُظهر قوة الاقتصاد المصري ويعكس التزامًا بتعميق العلاقات الاقتصادية بين تركيا ومصر، ويتمثل التطور الأبرز في العلاقات الاقتصادية التركية المصرية في الاهتمام المتزايد من جانب المستثمرين بمصر، فقد تم إطلاق أو تنفيذ العديد من الاستثمارات التركية في قطاعات مختلفة، لا سيما قطاع المنسوجات، منذ عام 2022.
وأضاف: من أبرز هذه الاستثمارات افتتاح مصنع بيكو للأجهزة المنزلية مثل الفرن والبوتاجاز في العاشر من رمضان، ووضع حجر الأساس لعدد من مصانع شركة هيات كيميا في العين السخنة، والاستثمارات المتنامية بسرعة في منطقة القنطرة غرب، ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. وقد تم بالفعل افتتاح مصنع في منطقة القنطرة غرب، ويجري حاليًا بناء 3 مصانع أخرى على الأقل. لأن مصر تُعدّ وجهةً مثاليةً للاستثمار للشركات التركية.
وواصل: ويُعد انخفاض تكلفة القوى العاملة المصرية الماهرة أحد الأسباب الرئيسية لذلك. كما يُسهّل موقع مصر الجغرافي وطرقها البحرية الرئيسية التجارة. تُعدّ اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة (الكويز) بين مصر والولايات المتحدة حافزًا هامًا للمستثمرين الأتراك. ومن المؤكد أن هذا التوجه سيستمر.
وأفاد السفير بأن اقتصادَي البلدين سيزدادان ترابطًا وتشابكًا مع مرور الوقت، بالنفع المتبادل، ويدعمان بعضهما البعض، كسفن مترابطة، مضيفًا: وبالطبع، هناك عامل مهم آخر مهم في هذا الإطار وهو النقل البحري السريع والرخيص والكثيف للغاية بين البلدين. ونعتزم تنويع هذا النقل البحري من خلال إضافة خدمات خط سفن (RORO).
نمو في تبادل الحركة السياحية بين مصر وتركيا
وأشار إلى أن السياحة قطاع آخر سريع النمو بين البلدين، وقد أدى تطبيق مصر شروط الحصول على التأشيرة عند الوصول للمواطنين الأتراك إلى زيادة عدد السياح القادمين إلى مصر من تركيا بمقدار 3 أضعاف على الأقل. وقد يتضاعف هذا العدد 5 أضعاف هذا العام.
وأكمل: نحن في تركيا نفضل زيارة المواطنين الأتراك إلى مصر على غيرهم من الدول. وندعو المواطنين الأتراك لزيارة مصر، سواء لقضاء عطلة على شاطئ البحر أو لمشاهدة آثار من التاريخ والثقافة التركية المصرية المشتركة. ويسعدنا استمرار نمو هذه الأعداد.
وأكد: افتتاح المتحف المصري الكبير سيكون مُشجعًا للغاية، مشيرا إلى أنه زار المتحف المصري الكبير بالفعل خلال زيارة وزير النقل والبنية التحتية التركي. ولقائه بالعديد من الأتراك هناك، مؤكدا أنه يلمس اهتمامًا واضحًا، مضيفًا أنه يتم تنسيق وتوجيه العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية التركية المصرية في إطار مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى.
اجتماع مجموعة التخطيط المشتركة
من جهة أخرى، أكد السفير أن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، سيجري زيارة الى أنقرة لحضور اجتماع لمجموعة التخطيط المشتركة للإشراف على الاستعدادات لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى.
وأوضح السفير التركي، أنه في هذا الاجتماع، سيتم تنسيق الاستعدادات لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى القادم، واتخاذ القرار للخطوات التي سيتم اتخاذها بين البلدين في الفترة المقبلة من خلال التشاور. لذلك، يمكننا القول إن مجلس التعاون الاستراتيجي يعمل بشكل جيد.
وذكر أن الزيارات المتبادلة بين الوزراء تنعكس على تطور العلاقات بين تركيا ومصر، حيث زار وزير النقل بتركيا مصر لحضور مؤتمر TransMEA، والتقى بنائب رئيس الوزراء ووزير النقل السيد كامل الوزير، وخلال هذا الاجتماع، أشاد وزير النقل بالتنظيم الممتاز للمؤتمر من جانب مصر، وشدد بشكل خاص على حسن تنظيم المعرض. كما أعرب عن تقديره لأنشطة تطوير البنية التحتية الجارية في مصر، وزار العاصمة الإدارية الجديدة. وأعرب عن تقديره للعاصمة الجديدة. ومن المقرر أيضًا أن يزور وزير الصحة ووزير التجارة مصر خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أنه بالمثل، كان وزير التجارة الخارجية والاستثمار المصري، حسن الخطيب، في تركيا لحضور اجتماع مجلس التعاون التجاري والاقتصادي للدول الإسلامية الكومسيك، كما التقى مستثمرون أتراك خلال هذا الاجتماع.
واختتم: عندما التقيت بوزير التجارة الخارجية والاستثمار، حسن الخطيب، أخبرني أن زيارته إلى إسطنبول كانت مثمرة للغاية. كما سيُعقد معرض EDEX للصناعات الدفاعية قريبًا جدًا. أوصيكم بمتابعة معرض الصناعات الدفاعية المصري عن كثب. لانه سيوفر نظرة ثاقبة رائعة على الوضع الحالي للعلاقات التركية المصرية.
