لماذا نشعر بـ ألم في الحلق عند حبس الدموع؟.. تفسير علمي يكشف ما يحدث داخل الجسم
في لحظات الحزن أو التوتر، قد يشعر الكثيرون بما يُعرف بـ التكتل في الحلق أو الغصّة عند محاولة حبس الدموع، وهذا الإحساس المزعج الذي يبدو نفسيًا في ظاهره، له في الواقع تفسير فسيولوجي واضح يرتبط بطريقة تفاعل الجسم مع المشاعر والانفعالات، وذلك وفقًا لما نشر في الماركا.
لماذا نشعر بـ ألم في الحلق عند حبس الدموع؟
وفقًا لتقارير علمية حديثة، فإن محاولة كبت البكاء تُحفّز سلسلة من الاستجابات العصبية والعضلية داخل الجسم، فعندما نحزن أو نتوتر، ينشط الجهاز العصبي الودي Sympathetic Nervous System، المسؤول عن رد فعل القتال أو الهروب، فيُسبب انقباضًا في عضلات الحلق والبلعوم والمريء.
وأثناء البكاء، يحتاج الجسم إلى التنفس بعمق لتهدئة نفسه، لكن عند كبت الدموع، يحدث تضارب بين وظيفتي التنفس والبلع، فالحنجرة يجب أن تُفتح للتنفس وتُغلق للبلع، ما يخلق شعورًا بالاختناق أو الضغط في تلك المنطقة، وهو ما نُسميه عادة غصّة في الحلق.
أسباب أخرى محتملة
إضافةً إلى التوتر والقلق، قد يكون الإحساس بهذا التكتل ناتجًا عن:-
ارتجاع معدي مريئي يؤدي إلى تهيّج الحلق وصعوبة البلع.
تشنّج الأحبال الصوتية نتيجة التوتر العضلي الزائد.
أو ببساطة، إجهاد نفسي مستمر يجعل عضلات الحلق مشدودة بشكل دائم.
هل هي حالة خطيرة؟
يؤكد الأطباء أن غالبية الحالات غير خطيرة، وغالبًا ما يزول الشعور بالغصّة عند زوال السبب النفسي أو الجسدي، لكن يُنصح بمراجعة الطبيب في حال استمرار الأعراض أو ظهور علامات مقلقة مثل:
صعوبة أو ألم أثناء البلع.
فقدان الوزن غير المبرر.
بحة في الصوت أو سعال متكرر.
ويشير الخبراء إلى أن كبت المشاعر والبكاء قد ينعكس سلبًا على صحة الجسم والنفس معًا، فالبكاء ليس ضعفًا، بل وسيلة طبيعية للتنفيس والتوازن النفسي، لذلك، من الأفضل أحيانًا السماح للدموع بالانهمار بدلًا من مقاومتها، لتجنّب التوتر العضلي والمشاكل الجسدية التي قد ترافق كبتها.


