عوامل إصابة النساء الحوامل بحصوات المرارة خلال الحمل وبعد الولادة
يزيد الحمل بشكل كبير من خطر تكون حصوات المرارة نتيجة للتغيرات الهرمونية، مما يؤدي إلى أعراض شائعة مثل ألم البطن والغثيان، وتتشكل هذه الترسبات المتصلبة عندما تصبح العصارة الصفراوية غنية بالكوليسترول وتتحرك ببطء، ومع أن عوامل نمط الحياة تساهم في ذلك، فإن فهم هذه التغيرات البيولوجية أمر بالغ الأهمية للأمهات الحوامل.
عوامل إصابة النساء الحوامل بحصوات المرارة أثناء الحمل وبعد الولادة
وبحسب ما نشر في صحيفة تايمز اوف إنديا، حصوات المرارة هي رواسب صغيرة متصلبة تتشكل داخل المرارة، العضو الصغير الذي يخزن العصارة الصفراوية للمساعدة على الهضم، ورغم ارتباطها غالبًا بالنظام الغذائي أو نمط الحياة، إلا أن حصوات المرارة شائعة بشكل مفاجئ خلال فترة الحمل والأشهر التي تليها، وتعاني العديد من النساء من ألم مفاجئ في البطن، أو غثيان، أو انزعاج، دون أن يدركن أن هذه قد تكون علامات مبكرة لحصوات المرارة.
وأظهرت دراسات حديثة أن الحمل يزيد بشكل كبير من خطر تكوّن حصوات المرارة نتيجةً للتغيرات الهرمونية والاستقلابية، وأشارت دراسة نُشرت في المجلة الأوروبية لأمراض النساء والتوليد، إلى أن حصوات المرارة تعد ثاني أكثر الحالات غير النسائية شيوعًا والتي تتطلب جراحةً أثناء الحمل، يُبرز هذا القلق المتزايد كيف يُمكن لأمرٍ روتيني، كالتقلبات الهرمونية، أن يثير مشكلةً صحيةً خطيرةً، لدى الحوامل والأمهات الجدد.
لماذا تتطور حصوات المرارة خلال الحمل وبعده؟
ووفقًا لخبراء الصحة، السبب الرئيسي لتكون حصوات المرارة لدى النساء الحوامل وبعد الولادة يكمن في التغيرات الهرمونية، وخلال فترة الحمل ينتج الجسم مستويات أعلى من هرموني الإستروجين والبروجسترون، وهما هرمونان أساسيان للحفاظ على حمل صحي، ومع ذلك فإنهما يغيران أيضًا كيفية إنتاج العصارة الصفراوية وتخزينها، ويزيد هرمون الاستروجين من تركيز الكوليسترول في الصفراء، بينما يعمل البروجسترون على استرخاء عضلات المرارة، مما يؤدي إلى تحرك الصفراء بشكل أبطأ.
وتكون النتيجة هي ركود الصفراء، حيث تبقى الصفراء في المرارة لفترة أطول من المعتاد، مما يسمح لبلورات الكوليسترول بالتشكل وتصلبها في النهاية لتتحول إلى حصوات، وتعد التغيرات الهرمونية والفسيولوجية للحمل والتي تستمر حتى فترة ما بعد الولادة أبرز أسباب الإصابة بحصوات المرارة، وتلعب عوامل إضافية، مثل فقدان الوزن السريع بعد الولادة، ومقاومة الأنسولين، أو اتباع نظام غذائي غني بالدهون المشبعة، دورًا أيضًا، وتوضح هذه التغيرات أن حصوات المرارة في هذه الفترة ناتجة عن مزيج من التأثيرات البيولوجية ونمط الحياة، وليس عن سبب واحد.
لماذا بعض النساء أكثر عرضة للخطر من غيرهن؟
الحمل فترةٌ تشهد تغيرات أيضية هائلة، وينتج الكبد طبيعيًا المزيد من الكوليسترول لتلبية احتياجات الطاقة للأم والجنين، ومع ذلك عندما تشبع الصفراء بالكوليسترول، وتبطئ المرارة عملها، ويصبح تكون الحصوات أمرًا شبه حتمي، ويزداد تواتر حصوات المرارة مع كل حمل، ويعرض الحمل المتعدد المرارة لتقلبات هرمونية متكررة، مما يضعف قدرتها على الانقباض بكفاءة مع مرور الوقت.


