أعادت تعريف معايير الجمال عالميًا.. من هي عارضة الأزياء الجنوب سودانية الأمريكية نياكيم جاتويش؟
في عالم تسيطر عليه معايير جمال نمطية وضيقة، برزت عارضة الأزياء الجنوب سودانية وصاحبة الجنسية الأمريكية نياكيم جاتويش، كرمز عالمي لتقبل الذات والاحتفاء بالبشرة الداكنة، لتكسر الصور النمطية وتعيد رسم حدود الجمال بطريقة جريئة ألهمت ملايين الفتيات حول العالم.
من هي عارضة الأزياء الجنوب سودانية الأمريكية نياكيم جاتويش؟
وُلدت نياكيم جاتويش في 27 يناير 1993 بجنوب السودان، وقضت سنوات طفولتها في ظل الحرب والنزوح، قبل أن تنتقل مع أسرتها إلى الولايات المتحدة في عمر الرابعة عشرة بحثًا عن الأمان ومستقبل أفضل.
لكن الرحلة لم تكن سهلة، فقد وجدت نفسها أمام تحديات جديدة مثل، تنمر مدرسي، شعور بالنقص، وبيئة لا تحتفي باختلاف لون البشرة، وهذه التجارب شكلت جرحًا مبكرًا، لكنه كان الشرارة الأولى لبناء شخصية قوية ستقود لاحقًا حملة عالمية لتغيير النظرة للجمال.
وقبل صعودها إلى الشهرة، كانت نياكيم جاتويش تعمل في محل بقالة بسيط، حيث لفت طولها وقوامها أنظار الزبائن الذين شجعوها على دخول مجال الأزياء.
لم تكن الفكرة غريبة عنها، إذ كانت خلال دراستها الثانوية تصمم فساتين لصديقاتها في المناسبات، مما ساعدها على اكتشاف شغفها الفعلي بعالم الموضة.
ومع مرور الوقت، تحوّلت نياكيم جاتويش الفتاة الخجولة إلى شخصية مؤثرة تدرك جيدًا قيمة صوتها وقدرتها على إلهام الآخرين.
واشتهرت نياكيم جاتويش عالميًا بعد انتشار قصة سائق سيارة أجرة عرض عليها 10 آلاف دولار مقابل تبييض بشرتها، فردّت بابتسامة واثقة: لن أفعل ذلك أبدًا، بشرتي نعمة.
ومنذ تلك اللحظة، انطلقت شهرتها كالنار في الهشيم، وأطلق عليها متابعوها لقب "ملكة الظلام" ليصبح هذا اللقب رمزًا للقوة والفخر وليس السخرية.
ووصل عدد متابعيها اليوم إلى نحو 494 ألفًا على إنستجرام، إضافة إلى حضور واسع على منصات أخرى، ما جعلها واحدة من أبرز الوجوه السمراء المؤثرة في العالم.
حضور عالمي
لم يتوقف تأثير نياكيم عند حدود السوشيال ميديا؛ فقد تصدرت أغلفة مجلات عالمية، وشاركت في حملات كبرى لعلامات تجارية تبحث عن تمثيل حقيقي للتنوع.
تميزت بحضورها القوي ورسالتها الثابتة: الجمال ليس لونًا واحدًا، والثقة بالنفس تبدأ من قبول ما نملكه، لا ما نفرضه على أنفسنا.
