تقارير: واشنطن تستعد لعمل عسكري ضد فنزويلا واجتماعات طارئة في البيت الأبيض
نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها إن القوات الأمريكية تستعد لإصدار أوامر هجوم محتمل على فنزويلا.
التوترات بين واشنطن وفنزويلا
وقال مسؤولون أمريكيون أمس الجمعة إن كبار مسؤولي إدارة الرئيس دونالد ترامب عقدوا 3 اجتماعات في البيت الأبيض هذا الأسبوع؛ لبحث خيارات عمليات عسكرية محتملة في فنزويلا، وسط تزايد الوجود العسكري الأمريكي في منطقة الكاريبي.
ودفع ترامب بمقاتلات إف–35 وسفن حربية وغواصة نووية إلى المنطقة ضمن حشد عسكري أعقب شهرين من الضربات القاتلة التي نفذتها القوات الأمريكية ضد قوارب قبالة سواحل فنزويلا.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، تحركت مجموعة حاملة الطائرات جيرالد فورد إلى محيط أمريكا اللاتينية، مصحوبة بأكثر من 75 طائرة عسكرية وما يزيد على خمسة آلاف جندي.
وقال ترامب يوم الجمعة إن قرارًا وشيكًا قد يُتخذ بشأن القيام بعمل عسكري ضد فنزويلا، التي يتهمها بعلاقات وثيقة مع شبكات تجارة المخدرات، موضحًا أنه اتخذ قراره تقريبًا، دون الكشف عن طبيعته.
وذكر 4 مسؤولين أمريكيين ومصدر مطلع أن اجتماعات مجلس الأمن الداخلي عُقدت هذا الأسبوع، مؤكّدين أن أحدها جرى يوم الجمعة، ويختص المجلس بتقديم المشورة للرئيس في قضايا الأمن الداخلي، ويرأسه عادة ستيفن ميلر، مستشار ترامب للأمن الداخلي.
وقال أحد المسؤولين إن اجتماعًا صغيرًا عُقد الأربعاء، أعقبه اجتماع موسّع الخميس حضره نائب الرئيس جي دي فانس، ومستشار الأمن الداخلي ستيفن ميلر، ووزير الدفاع بيت هيجسث، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين، وآخرون.
وأوضح مصدر مطلع لـ واشنطن بوست أن ترامب حضر اجتماع الخميس في غرفة العمليات، وتلقّى إحاطة بعدة خيارات، ولم يتضح ما هي الخيارات المطروحة، غير أن الرئيس لوّح سابقًا بإمكانية تنفيذ هجمات برية داخل فنزويلا، كما كرر مرارًا أنه لا يسعى إلى تغيير النظام في كاراكاس.
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي يتولى السلطة منذ عام 2013، قال إن ترامب يحاول الإطاحة به.
وفي أغسطس الماضي، ضاعفت واشنطن مكافأتها مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال مادورو لتصل إلى خمسين مليون دولار، متهمةً إياه بالارتباط بعمليات تهريب مخدرات وجماعات إجرامية.
وحتى الآن، نفذت القوات الأمريكية في المنطقة عمليات ضد قوارب يُشتبه في تورطها بتجارة المخدرات، حيث شن البنتاجون ما لا يقل عن عشرين ضربة في الكاريبي والمحيط الهادئ أسفرت عن مقتل ثمانين شخصًا.
وأثار قانونيون وأعضاء ديمقراطيون في الكونجرس تساؤلات حول شرعية تلك الضربات، بينما انتقدها بعض الحلفاء الأوروبيين، كما أظهر تحقيق بصري أجرته رويترز أن الجيش الأمريكي يقوم بتحديث قاعدة بحرية قديمة تعود للحرب الباردة في منطقة الكاريبي، في خطوة توحي بالاستعداد لعمليات طويلة قد تشمل تحركًا داخل فنزويلا.
وتستعد فنزويلا بدورها بنشر أسلحة – بعضها روسي الصنع من عقود سابقة – وتخطط لشن مقاومة على شكل حرب عصابات أو إثارة الفوضى حال وقوع هجمات أمريكية جوية أو برية.
وتظل فكرة التدخل العسكري داخل فنزويلا غير شعبية بين الناخبين الأمريكيين، إذ أظهر استطلاع لرويترز أن 35% فقط من المشاركين يؤيدون استخدام القوة العسكرية الأمريكية لوقف تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة دون إذن من الحكومة الفنزويلية.
كما تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وكولومبيا، الجارة الغربية لفنزويلا، خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تبادل ترامب والرئيس الكولومبي جوستافو بيترو الاتهامات؛ إذ وصف ترامب بيترو بأنه قائد مخدرات غير شرعي، بينما اتهم الرئيس الكولومبي واشنطن بارتكاب جرائم قتل من خلال ضرباتها.
