خبراء يكشفون تفاصيل أول وفاة مؤكدة في أمريكا بسبب حساسية اللحوم الحمراء
سُجلت في ولاية نيوجيرسي الأمريكية أول حالة وفاة مؤكدة ناجمة عن متلازمة ألفا غال، وهي حساسية خطيرة للحوم الحمراء تنتج عن لدغات نوع محدد من القراد، في قضية أثارت قلق المختصين بعد تزايد انتشارها في الولايات المتحدة.
أول وفاة مؤكدة في نيوجيرسي بسبب حساسية اللحوم الحمراء
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، كشفت دراسة نُشرت في مجلة الحساسية والمناعة السريرية موضحة أن رجلًا يبلغ من العمر 47 عامًا، يعمل طيارًا، توفي بعد انهياره المفاجئ في حمام منزله، رغم محاولات الإنعاش المطولة، ولم يُظهر تشريح الجثة أي خلل في القلب أو الجهاز العصبي أو التنفسي، ما دفع الأطباء لوصف الوفاة بأنها مفاجئة وغير مبررة.
وبمبادرة من أرملة المتوفى، راجعت طبيبة أطفال مقربة من الأسرة التقرير الطبي وتواصلت مع الدكتور توماس بلاتس ميلز، أول من كشف العلاقة بين لدغات القراد وحساسية اللحوم، وسمحت فحوصات الدم بعد الوفاة بتأكيد وجود مستويات مرتفعة من الأجسام المضادة المرتبطة بحساسية ألفا غال، إضافة إلى مستوى تريبتاز تجاوز 2000 نانوجرام/مل، وهو من أعلى القياسات المسجلة، ما يشير إلى حساسية مفرطة قاتلة.
لدغات لم تُلاحظ.. وأعراض لم تُفسر
وكان الرجل قد تعرض لأكثر من 12 لدغة حول الكاحلين خلال رحلة تخييم، ظنت العائلة أنها حشرات عادية، بينما تبين لاحقًا أنها على الأرجح يرقات القراد النجمي الوحيد، وهو النوع المسؤول بشكل رئيسي عن متلازمة ألفا غال في الولايات المتحدة.
كما عانى قبل وفاته بفترة قصيرة من نوبة ألم حاد في البطن وقيء وإسهال بعد تناول شريحة لحم أثناء الرحلة ذاتها، لكنه لم يربطها بحساسية الطعام، وبعد أسبوعين تناول وجبة لحم أخرى خلال حفل شواء، وأصيب بأعراض مشابهة انتهت بانهياره ووفاته.
انتشار متسارع للحالة.. وطبيب: ملايين قد يكونون مصابين دون علم
وأشارت الدراسة إلى أن متلازمة ألفا غال تنجم عن تحسس الجهاز المناعي لسكر موجود في خلايا الثدييات، وتظهر أعراضها بعد ساعات من تناول اللحوم، ما يجعل تشخيصها صعبًا، وكشفت بيانات مراكز السيطرة على الأمراض عام 2023 أن أكثر من 40% من الأطباء لم يسمعوا بهذه الحالة من قبل.
وتقدر السلطات الصحية أن نحو 450 ألف أميركي قد يكونون مصابين بالحساسية، بينما يرجح بلاتس ميلز أن العدد الحقيقي قد يصل إلى الملايين، خصوصًا مع توسع انتشار القراد النجمي الوحيد في مناطق جديدة بفعل تغير المناخ وزيادة أعداد الغزلان.
وبحسب الباحثين، تؤكد هذه الوفاة الحاجة الملحّة لرفع الوعي الطبي والشعبي بهذه الحساسية التي غالبًا ما تُشخَّص بشكل خاطئ على أنها اضطراب هضمي.


