مؤتمر الشراكة الصينية-الإفريقية.. بكين تسلط الضوء على التعاون من أجل حوكمة عالمية مشتركة

عقد في جنوب إفريقيا، مؤتمر الشراكة الصينية-الإفريقية ضمن منتدى وسائل الإعلام ومراكز البحوث للجنوب العالمي، بمشاركة واسعة هدفت إلى بحث آليات تعزيز التعاون المشترك وتقوية الصوت الجماعي لدول الجنوب العالمي في قضايا الحوكمة الدولية.

وجمع المؤتمر، الذي يستمر يومين وتنظمه وكالة أنباء شينخوا والاتحاد الإفريقي ومؤسسات إعلامية مستقلة في جنوب إفريقيا وشركاء آخرون، أكثر من 200 ممثل من 160 مؤسسة إعلامية وبحثية وحكومية من الصين و41 دولة إفريقية إضافة إلى الاتحاد الإفريقي.

وانعقد المؤتمر تحت عنوان إصلاح الحوكمة العالمية: أدوار ورؤى جديدة للتعاون الصيني-الإفريقي، مركّزا على الدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام ومراكز البحوث في صياغة نظام دولي أكثر عدلًا وشمولًا.

تعميق التعاون مع إفريقيا

وفي كلمته الافتتاحية، أكد ليوي يان سونغ، رئيس تحرير وكالة شينخوا، اهتمام القيادة الصينية، وعلى رأسها الرئيس شي جين بينغ، بتعميق التعاون مع إفريقيا، مذكّرا بالمبادرة التي طُرحت في قمة منتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك) العام الماضي لتحويل الشراكة الثنائية إلى «مجتمع صيني-إفريقي ذي مستقبل مشترك في جميع الأحوال»، وشدد ليوي على دور الإعلام والبحث العلمي في تقديم معرفة موثوقة وإبراز حلول الجنوب العالمي لإصلاح الحوكمة الدولية.

وأشاد إقبال سيرف، رئيس مجموعة «إندبندنت ميديا» في جنوب إفريقيا، بالشراكة الصينية-الإفريقية واعتبرها نموذجا للتعاون القائم على الاحترام المتبادل، مؤكدا أن المؤتمر يعكس تزايد تأثير الجنوب العالمي في صياغة الخطاب الدولي. كما شددت ليزلي ريتشر، مديرة إدارة المعلومات والاتصالات بالاتحاد الإفريقي، على أن القارة تسعى للتحول من مجرد مشارك في النقاشات العالمية إلى مؤلف مشارك في صناعة مستقبل البشرية.

من جانبه، أكد السفير الصيني لدى جنوب إفريقيا، وو بنغ، أن الصين وإفريقيا تتقاسمان تاريخا مشتركا في مواجهة الاستعمار والتطلع إلى التنمية، مشيرا إلى أن الإعلام ومراكز البحوث يلعبان دورا محوريا في تعزيز التضامن بين دول الجنوب العالمي.

الصين وإفريقيا 

وخلال جلسات النقاش، تناول المشاركون ثلاثة محاور رئيسية: التزام الصين وإفريقيا بإصلاح الحوكمة العالمية، ودورهما في تعزيز مكانة الجنوب العالمي، وأهمية التبادل الحضاري بين الجانبين، وأجمع المتحدثون على أن العلاقات الصينية-الإفريقية، الممتدة لنحو سبعة عقود، أصبحت نموذجا لشراكة دولية جديدة تسهم في دفع مسار التحديث والتنمية في دول الجنوب.

كما استعرض مسؤولون وخبراء من الجانبين مبادرات تعاون في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة وتطوير البنية التحتية والإعلام، مؤكدين أهمية مشاركة الخبرات وتدريب الكفاءات لدعم التنمية المستدامة في إفريقيا.

وشهد المنتدى إطلاق تقرير بحثي بعنوان بناء نموذج جديد للقيادة العالمية معا، إضافة إلى الإعلان عن شبكة شراكة التواصل المشتركة لدول الجنوب العالمي ضمن خطة تمكين الشراكة الصينية-الإفريقية 2026.

وبذلك يرسّخ المؤتمر خطوة جديدة في مسار الشراكة الصينية-الإفريقية نحو بناء نظام دولي أكثر عدلًا، وإعلاء صوت الجنوب العالمي في قضايا الحوكمة والتنمية.