علماء يكتشفون طريقة جديدة لعلاج أمراض الكلى | دراسة
اكتشف علماء أمريكيون طريقةً محتملةً لعكس الضرر الكلوي الحاد AKI تمامًا لدى الفئران، وذلك عن طريق حجب جزيئات السيراميد الضارة التي تُلحق الضرر بميتوكوندريا خلايا الكلى.
وفي دراسة رائدة، نُشرت في مجلة Cell Metabolism، أظهرت فئران معدلة وراثيًا ودواءً مرشحًا حماية كاملة ضد الضرر الكلوي الحاد، مما يشير إلى إنجازٍ مستقبلي في مجال إصلاح الكلى. ومع ذلك، يُحذّر الخبراء من أن الدواء لا يزال في مراحله ما قبل السريرية ولم يُختبر على البشر بعد.
علماء يكتشفون طريقة جديدة لعلاج أمراض الكلى
وبحسب ما نشر في صحيفة تايمز ناو، تعد الكلى من أكثر الأعضاء عملًا، ومع ذلك حتى أثناء قيامها بوظيفتها في تصفية الفضلات وإنتاج الهرمونات، قد لا تحصل الكلى أحيانًا على الرعاية المناسبة، فتصاب بالتلف، ومع أن علامات التلف المبكرة قد لا تظهر بكثرة، إلا أن الأطباء يُشيرون إلى أن معظم المشاكل الصحية تشخص بعد فوات الأوان للعلاج.
وقال الباحثون القائمون على الدراسة من جامعة يوتا للصحة، إنهم قادرون على عكس الإصابة الكلوية الحادة (AKI) بشكل كامل في الفئران عن طريق منع جزيئات السيراميد الضارة، حيث تشكل السيراميدات، وهي دهون شمعية طبيعية تُعدّ مكونًا أساسيًا للطبقة الخارجية للجلد، وما يقارب 40 إلى 50% منها تعمل هذه السيراميدات كغراء يربط خلايا الجلد ببعضها، مُشكّلةً حاجزًا واقيًا يمنع تسرب الرطوبة ويحميها من عوامل الضغط البيئية.
وتلحق السيراميدات الضرر بالميتوكوندريا في خلايا الكلى، مما يؤدي إلى ظهور سريع لتلف الكلى، وتعد الإصابة الكلوية الحادة حالة خطيرة غالبًا ما تُسببها ضغوط شديدة على الجسم، مثل تعفن الدم أو الجراحة الكبرى، وهي شائعة في وحدات العناية المركزة، وما يجعل الإصابة الكلوية الحادة مُقلقة بشكل خاص هو أنها قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة طويلة الأمد، والتي لا تتوفر لها سوى خيارات علاجية محدودة للغاية.
ووفقًا للدراسة، وجد العلماء أنه عند تعديل إنتاج السيراميد وراثيًا، لم تُصَب "الفئران الخارقة" المُعدّلة وراثيًا بالفشل الكلوي الحاد، حتى في ظل الظروف القاسية التي عادةً ما تُلحق الضرر بالكلى، كما اختبر الفريق، بقيادة الدكتور سكوت سامرز، دواءً مُرشَّحًا يُحاكي هذا التأثير الجيني.
ولاحظ العلماء أن الفئران التي عولجت مسبقًا بالدواء حافظت على وظائف كلى طبيعية، وظلت نشطة، وأظهرت كلى سليمة، وبفحص دقيق، اكتشف الفريق كيف يُلحق السيراميد الضرر بالميتوكوندريا في خلايا الكلى، فتصبح الميتوكوندريا التالفة بلا شكل وتفقد كفاءتها، مما يقلل من إنتاج الطاقة الخلوية، مما يُسبب ضررًا، ولكن عندما انخفضت مستويات السيراميد، ظلت الميتوكوندريا سليمة وتعمل بكفاءة، حتى تحت الضغط.


